مباحثات الانتقالي والمبعوث الأممي.. الجنوب على طاولة الحل الشامل
تمكن المجلس الانتقالي، من وضع الجنوب في معادلة الحل السياسي، وأجهض محاولات ما تسمى بالشرعية لتهميشه سياسيًّا ضمن المساعي التي تُبذَل على صعيد محاولة إيجاد حل سياسي شامل ومستدام.
العاصمة الأردنية عمان احتضنت اليوم الاثنين، لقاءً بين المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز جروندبرج، ووفد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ضم عمر البيض الممثل الخاص لرئيس المجلس، ومحمد الغيثي رئيس الدائرة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس، وأنيس الشرفي مسؤول الشؤون السياسية بالدائرة.
الملف الأهم والأبرز الذي تناوله وفد المجلس الانتقالي تناول في المباحثات مع المبعوث الأممي، تمثّل في طرح قضية دولة الجنوب ضمن مفاوضات العملية السياسية الشاملة برعاية الأمم المتحدة، ليبرهن المجلس الانتقالي في هذا الإطار ما سبق أن أكّده مسبقًا بأنّ أولويته تبقى هي العمل على استعادة الدولة.
المباحثات تناولت كذلك أولويات العملية السياسية المقبلة، وضرورة معالجة الوضعين الاقتصادي والإنساني كأولوية جادة، كما شهدت تبادل وجهات النظر حول القضايا الملحة، للتوصل إلى سُبل لحلها بما يجسد واقع مطالب شعب الجنوب وقضيته الوطنية ومستقبله السياسي.
وخلال المباحثات، شدد الوفد على أهمية تكاتف الجهود المحلية والإقليمية والدولية للخروج من الأزمة الاقتصادية، وإنهاء معاناة المواطنين في أنحاء الجنوب واليمن كافة على حدٍ سواء.
أمميًّا، صدر بيانٌ عن مكتب جروندبرج في أعقاب المباحثات، تم خلاله التأكيد على هذه المحادثات جاءت ضمن لقاءات جروندبرج في الأسبوع الثاني من المشاورات حول إطار عمل سيحدد عملية متعددة المسارات تتعامل مع الأولويات قصيرة وطويلة الأجل للوصول إلى حل مستدام للنزاع.
إدراج الجنوب على طاولة الحل السياسي وضمن خارطة الطريق التي تعمل الأمم المتحدة على وضعها من أجل تثبيت أطر عملية سياسية مستدامة، تعني بوضوح أنّ الجنوب أصبح جزءًا من الحل السياسي، وهو ما يمثّل ضربة قوية لما تسمى بالشرعية التي حاولت الاستئثار بالجنوب واحتلال أراضيه.
الزخم الدولي الذي يُشكله المجلس الانتقالي لمسار القضية الجنوبية سواء فيما يخص الهدف المرحلي وهو يتمثّل في إزاحة حرب الخدمات وتخليص الجنوبيين من تلك الأعباء المروعة،وتحقيق الاستقرار الذي يُشكل بيئة خصبة نحو تحقيق مزيد من الانتصارات السياسية التي تخدم تطلعات استعادة الدولة.
التعامل الدولي مع قضية الجنوب وما سبقه من تعامل إقليمي أيضًا وجه ضربة قوية لما تسمى بـ"الوحدة" التي يتمسك به نظام المؤقت عبد ربه منصور هادي، الذي يسعى بشتى الصور لإيجاد ذريعة سياسية لتثبيت احتلاله للجنوب لأطول فترة ممكنة.
هذا التعامل يضع المجلس الانتقالي ممثلًا وحيدًا للجنوب وقضيته العادلة، وهذا الأمر يضرب مخططًا آخر أيضًا سعى له نظام هادي، إذ حاول الدفع بكيانات مشبوهة حاولت أن تنسب نفسها للجنوب، لكن سرعان ما اتضح أنها فصائل يمنية تحاول فض الحاضنة الشعبية التي يحظى بها المجلس الانتقالي.