عدن وتوجيهات لملس.. حزمٌ يجدد أمل البقاء

الجمعة 18 مارس 2022 16:59:33
عدن وتوجيهات لملس.. حزمٌ يجدد أمل البقاء

يقود محافظ عدن أحمد حامد لملس حراكًا قويًّا لإحداث نقلة جوهرية في الوضع المعيشي القاسي الذي يعاني منه مواطنو العاصمة، ضمن كلفة قاسية للغاية تسبّبت فيها حرب الخدمات التي تشنها ما تُعرف بالشرعية ضد الجنوب.

ويصدر المحافظ لملس، بين حين وآخر، سلسلة قرارات تصب جميعها في إطار العمل على تحسين بيئة الوضع المعيشي أمام المواطنين، وهي خطوات تعزّز الآمال نحو تغير جوهري في الوضع المعيشي للمواطنين في المحافظة التي من المفترض أن يعيش مواطنوها حياة آمنة ومستقرة كونها محررة من الإرهاب منذ فترات طويلة.

في أحدث قراراته، وجّه محافظ عدن بمعالجة عدد من الإشكاليات في مختلف القطاعات الخدمية في العاصمة، وقد صدر هذا الاجتماع خلال ترؤسه اجتماعًا موسعًا ضمَّ مديري عموم المديريات ومديري عدد من المرافق والمؤسسات والمكاتب الخدمية والتنفيذية لمناقشة وإقرار موازنة البرنامج الاستثماري للعام 2022.

لملس شدّد على ضرورة تحمّل المسؤولية والالتزام بتنفيذ الواجبات والمهام على أكمل وجه، وذلك كون القضايا اليومية والأزمات موجودة ومتكررة، وقال إنّ حلها لن يكون بالتنظير أو بالنظر إليها كمعجزات.

في غضون ذلك، كلّف لملس مؤسسة كهرباء عدن بوضع معالجة سريعة لتغذية مستشفى 22 مايو بمصادر طاقة كهربائية لضمان استمرارية التيار وتمكين المستشفى من تقديم خدماته الطبية للمواطنين، كما وجه بمراجعة تصور الميزانية التشغيلية الخاصة بمصنع الأكسجين المُقدم من مكتب الصحة، ونزول مشترك للمصنع والرفع بمقترح وتصور نهائي خلال 48 ساعة.

الاجتماع تناول أيضًا موقف المشروعات المتعثرة لعدد من المدارس، وقد وجّه المحافظ مكتبي الأشغال والتربية والتعليم بسرعة استكمالها، إضافة الى تسوير وحدات الجوار والمساحات البيضاء في المدارس والمجمعات الصحية والحدائق العامة للحفاظ عليها من الاعتداءات.

المحافظ وجه أيضًا بتكثيف حملات الرش الضبابي لمكافحة الحشرات الضارة والحد من الأوبئة والأمراض والحميّات، واستمرار حملات إزالة الاستحدثات العشوائية من الشوارع العامة، وتكثيف حملات مكافحة الكلاب الضالة، واستكمال أعمال الإنارة في عموم المديريات خاصة مع اقتراب شهر رمضان الكريم.

محافظ العاصمة شدّد على أهمية رفع مستوى الأداء في النظافة والتحسين لتعزز الوجه الحضاري للمدينة وخلق بيئة صحية سليمة، وقال إنّ إهمال الدور الرقابي من قبل مسؤولي السلطة المحلية على القطاع الخاص وبعض الإدارات والهيئات الرسمية، انعكس سلبا على أداء السلطة وانتج جُملة من المخالفات والتجاوزات، مشددا في السياق على ضرورة تفعيل دور الرقابة والمحاسبة وفقا لقانون السلطة المحلية لضبطها.

توجيهات لملس ترسخ لبنة رئيسية في واقع مغاير في العاصمة بعدما عانت عدن لفترات طويلة من أعباء قاسية على المواطنين، وقد جاءت هذه التوجيهات في توقيت مهم للغاية كونها سبقت حلول شهر رمضان الكريم، وبدى واضحًا لغم الحزم والحسم التي ظهرت جلية في توجيهات لملس على الأرض.

عدد سكان عدن البالغ أكثر من ثلاثة ملايين شخص، يعولون كثيرًا على جهود حازمة لإحداث تنمية معيشية وتوفير خدمات، إذ لم يقتصر الأمر على أعباء نفسية خلّفتها الحرب قبل تحرير العاصمة على يد القوات المسلحة الجنوبية بدعم وإسناد من التحالف العربي، إلا أنّ الأعباء المعيشية الراهنة خلّفت واقعًا غير مستقر في العاصمة، وحتمت ضرورة التدخل لمواجهته في أقرب وقت ممكن عبر راية الحزم، التي يشهرها لملس بالفعل كما يبدو في توجيهاته.

معاناة المواطنين تبدو أكثر وضوحًا فيما يخص ارتفاع الأسعار وتردٍ هائل للخدمات وبخاصة الانقطاع المتواصل للكهرباء، وانهيار القدرة الشرائية للمواطنين من جرّاء الانهيار الحاد في العملة، وهي معاناة يُخشى أن تتفاقم أكثر مع قرب حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.