ظهور باهت على مائدة إفطار.. هادي يستجدي الحوثيين
وجه المؤقت عبد ربه منصور هادي، عددًا من الرسائل لدى حضوره خلال إقامته مأدبة افطار، كان لافتًا خلالها أنه استجدى فيها المليشيات الحوثية.
دعوة هادي للحوثيين كانت مليئة بالمفخخات، فالرجل العجوز الذي ترك لحزب الإصلاح الإخواني مسار السيطرة على قراراته، نعت المليشيات الحوثية بأنها مكون سياسي يمني، في وصف ربما يضفي إطارًا أو اعترافًا من قبل نظام هادي في واقع مع بعض الحرب.
استجداء هادي للحوثيين كان مصحوبًا رسالة أخرى لم تقل خطورة أيضًا، فالرجل روج لعبارة "الوحدة" المشؤومة في أكثر من مرة خلال خطابه، وهو ما فسره محللون بأن دعوة صريحة مباشرة لتكثيف ما تعرف بالشرعية من تنسيقها مع المليشيات الحوثية.
كان لافتًا كذلك في تصريحات هادي دعوته للمليشيات الحوثية بأن تجتمع معهم على طاولة لصناعة ما اعتبره "سلامًا"، وهو توجه سياسي يؤكّد أن ما تعرف بالشرعية لديها استعداد كامل للتوافق مع المليشيات الحوثية، في مقابل رسائل عدائية وتحريضية، على الرغم من أن القضاء على الذراع الإيرانية يُفترض أن يكون هدفًا مشتركًا إلا أنّ الجنوب يمضي وحيدًا إلى جانب التحالف العربي في هذه الجهود الكبيرة.
خطاب هادي الذي يستجدي الحوثيين يفسر سياسيًّا ويُقرأ استراتيجيًّا على أنه يعكس حجم اعتماد المليشيات الإخوانية على الحوثيين وزيادة وتيرة التنسيق المشترك، باعتبار أنّ هذا الأمر يشكل سببًا رئيسيًّا في تمكنهما من البقاء على الساحة عبر إطالة أمد الحرب.
هذا التنسيق يقوم في إطار رئيسي وأساسي على استهداف الجنوب، إذ يعتبر ضرب مسار القضية الجنوبية هدفًا مشتركًا يُحرك الأجندة الإخوانية والحوثية، فكل منهما يطمعان في احتلال الجنوب ونهب ثرواته ومقدراته، ومن ثم فهناك قناعة تشكلت لدى كل منهما بأنّ ضرب الجنوب أمنيًّا وسياسيًّا هو العنصر الأقوى لتحقيق هذا الغرض المشبوه.
يستدل على ذلك بالصيغة العاطفية التي اتبعها المؤقت هادي في مخاطبته للمليشيات الحوثية، على الرغم من أن السنوات الماضية برهنت على أنّ التعامل المجدي مع المليشيات يتطلب سياسة حازمة حاسمة، كونها تصنع قدرًا كبيرًا من الإرهاب وخلّفت أزمة إنسانية قاسية تشاركها ما تعرف بالشرعية في المسؤولية عنها.