رسائل حوثية يومية للسكان تخوفًا من الضربة الكبيرة

الأربعاء 6 إبريل 2022 01:35:18
رسائل حوثية يومية للسكان تخوفًا من "الضربة الكبيرة"

في خضم أزمة إنسانية متفاقمة في مناطق سيطرة الحوثيين، تعمد المليشيات المدعومة من إيران إلى مواجهتها عبر خطابات لقياداتها تحث السكان على التقشف، دون أن تتخذ المليشيات إجراءات عملية للتخفيف عن السكان.

فمع حلول شهر رمضان، تبث المليشيات الحوثية خطابات لزعيمها عبد الملك الحوثي، يدعو فيها السكان إلى تقليل استهلاكهم للمواد الغذائية وتبادل المعونات فيهم بينهم لمواجهة الظروف الراهنة.

لا تعترف المليشيات الحوثية بمسؤوليتها عن الأزمة الإنسانية المتدهورة، وكثيرًا ما تعتمد على توجيه افتراءات ضد التحالف العربي بزعم مسؤوليته عن ذلك، فيما تعمل المليشيات على توظيف هذا الملف للمتاجرة به وتحقيق مكاسب سياسية.

لكن الوقت نفسه، وعلى الرغم من قسوة الأزمة الإنسانية الراهنة إلا أن المليشيات الحوثية تدعو السكان إلى إنقاذ أنفسهم بأنفسهم، وذلك عبر تبادل الغذاء الفائض فيما بينهم، بينما تعمل المليشيات في الوقت نفسه على نهب الأموال وتسطو على الإيرادات من خلال فرض هيمنتها على المؤسسات الإيرادية.

الخطاب الاستهلاكي الذي تبثه المليشيات الحوثية هو محاولة لإخلاء المسؤولية السياسية عن الأزمة الإنسانية، لا سيّما بعدما تعرّضت المليشيات لانتقادات حادة في مناطق سيطرتها لعدم مشاركتها في مشاورات الرياض القائمة في الوقت الحالي بهدف التوصل إلى تسوية سياسية.

كما أن المليشيات تخاطب عاطفة السكان بعدما شهدت المناطق الخاضعة لسيطرتها احتجاجات في الأيام القليلة الماضية، بما شكّل تهديدًا صريحًا ومباشرًا للمعسكر الحوثي من إمكانية بلوغ الأمر حد الانتفاضة الشاملة التي تهدد القبة الحوثية على الأرض.

هذه الخطوات التي يُقدِم عليها الحوثيون تشير على الأرجح، إلى شعور متعاظم بالاهتزاز وفقدان القدرة على التحكم في الأمر على الأرض، لا سيّما بعدما تيقن السكان من حجم المسؤولية الحوثية عن تردي الأوضاع الإنسانية، بعدما تمادت المليشيات في فرض حصار شامل على القطاع النفطي وحرمان المواطنين من احتياجاتهم إلى جانب إجراءات تعفسية مثل فرض الإتاوات القسرية على قطاعات واسعة من السكان.