المجلس الانتقالي يرمم جدار الصد لمجابهة تحديات الغد
ينظر الجنوبيون بعين التقدير الشديد لتحركات المجلس الانتقالي الجنوبي، التي ترمي جميعها إلى جمع صف الجنوبيين على كلمة واحدة، في وقت تزداد فيه محاولات توجيه ضربات متتالية للجنوب وقضيته.
وتحولت مشاورات الرياض، إلى منصة للعمل على رص الصف الجنوبي وتجلّى ذلك في الاجتماعات التي عقدها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي لدى مشاركته الفاعلة في المشاورات الجارية حاليًّا.
الرئيس القائد الزُبيدي، أقام في مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، مأدبة إفطار حضرها قيادات جنوبية رفيعة المستوى، بينهم وزراء الجنوب في حكومة المناصفة الممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي وممثلي ما تعرف بالشرعية، ومحافظي محافظات الجنوب، وأعضاء الكتلة الجنوبية في البرلمان، وأعضاء مجلس الشورى، ووكلاء الوزارات، ورؤساء عدد من المكونات السياسية الجنوبية، وعدد من الشخصيات الاجتماعية والسفراء والإعلاميين وممثلي منظمات المجتمع المدني.
وتخلل مأدبة الإفطار الرمضانية عدد من اللقاءات الودية جمعت الرئيس القائد بعدد من القيادات الجنوبية، حيث جرى مناقشة سُبل وآليات تعزيز التلاحم الجنوبي وتوحيد الرؤى بما يسهم في تعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي ويخدم شعب الجنوب وقضيته الوطنية في الاستحقاقات السياسية القادمة.
وبحسب بيان صادر عن المجلس الانتقالي، فقد سادت الأمسية الرمضانية أجواء ودية عكست مدى التقارب والتلاحم والاصطفاف الجنوبي وأبرزت الرغبة الحقيقية لدى الجنوبيين لتجاوز التباينات والوقوف صفا واحدا في مواجهة التحديات التي تهدد الجنوب وأمنه واستقراره وقضيته العادلة.
في الإطار نفسه، التقى الأستاذ مراد الحالمي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس فريق الحوار الجنوبي في العاصمة السعودية الرياض، مساء الإثنين، القيادي الجنوبي علي هيثم الغريب.
وشدد اللقاء، الذي عُقد على هامش مشاورات الرياض، على أهمية الحوار واستمراره، وتكاتف الجهود والتنسيق فيما يخص الجنوب وقضيته، وبما يحقق تطلعات شعب الجنوب.
هذا الحدث يعقب اجتماع آخر كان قد عقده الرئيس الزُبيدي يوم السبت الماضي، إذ استقبل في مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، الشيخ أحمد صالح العيسي رئيس الائتلاف الوطني الجنوبي، في إطار جهود فريق الحوار الجنوبي الخارجي لجمع الكلمة وتوحيد الصف الجنوبي وتقريب وجهات النظر في كل ما يخص الهم الجنوبي وقضية شعب الجنوب.
نجاح الرئيس الزُبيدي في جمع صف الجنوبيين على كلمة واحدة يمثّل انتصارًا شديد الأهمية، فالتلاحم الذي يُحقّقه الجنوب في الوقت الحالي هو حائط الصد القوي والمنيع في مواجهة أي محاولات لتهميش الجنوب، في العملية السياسية.
فخروج الجنوب من مشاورات الرياض بموقف سياسي واحد وشامل يلتف وراءه كل الجنوبيين دون استثناء طالما أن الهدف المنشود هو استعادة الدولة وفك الارتباط، سيكون محل اهتمام القوى المعنية بالقضية والمتابعة لمجرياتها والقادرة على التأثير في خطواتها المتسارعة.
موقف الجنوب الواحد على هذا النحو، يسد أي ثغرات يمكن أن يستغلها أعداؤه في إطار مساعي توجيه ضربة قاسمة لقضية استعادة الدولة، بما يعني أنّ مشاورات الرياض - من خلال السياسات الحكيمة التي يتبعها المجلس الانتقالي - تؤسس بشكل واضح وصريح لواقع سياسي جنوبي مغاير في المستقبل.