إنهاء الحرب في اليمن.. طلقة رصاص قبل جلسة تفاوض

الخميس 21 إبريل 2022 23:30:16
إنهاء الحرب في اليمن.. طلقة رصاص قبل جلسة تفاوض

في الوقت الذي يبعث فيه مجلس القيادة الرئاسي العديد من الرسائل بحرصه على تحقيق السلام، فإنّ الرهان على التزام حوثي بمسار السلام يظل مشكوكًا فيه، وهو ما يستدعي ضرورة التأهب لمواجهة عسكرية حاسمة.

وتبعث الخروقات المتواصلة التي ترتكبها المليشيات الحوثية للهدنة المعلنة أمميًّا منذ مطلع أبريل الجاري، برسائل من قِبل هذا الفصيل الإرهابي بإصراره على التصعيد العسكري، بما يشير إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد حراكًا أكبر على صعيد المواجهات العسكرية.

وتكشف إحصاءات حديثة أن المليشيات الحوثية ارتكبت 203 خروقات للهدنة خلال الفترة ما بين الرابع حتى السابع عشر من أبريل الحالي في عدد من المحافظات.

وتوزعت الخروقات بين جرائم القتل، والإصابة الجسدية، والإخفاء القسري، والاعتقال والتعذيب الجسدي والنفسي، والاعتداء على المصلين، وتعمد استهداف الأحياء الأهلة بالسكان والأسواق الشعبية بكل أنواع القذائف، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.

وتقول تحليلات إنّ إنهاء الحرب التي أشعلها الحوثيون منذ صيف 2014، لن تبدأ بمفاوضات السلام بشكل مباشر قبل أن يتم تضييق الخناق على المليشيات عسكريًّا لكسر شوكتها على طاولة المحادثات والمناقشات.

وتوجه انتقادات للمجتمع الدولي، بأن السياسة غير الحازمة في التعامل مع الحوثيين فتح شهية المليشيات نحو الانخراط في مسار التصعيد العسكري بحثًا عن تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب وهو ما شكّل ضربة قوية على الأوضاع الإنسانية.

وتقول مؤسسة هيرتاج الأمريكية للدراسات الدولية، إنه لا يمكن إنهاء الحرب في اليمن من خلال المفاوضات إلا من خلال تحقيق نصر عسكري على المليشيات المدعومة من إيران.

وتشير إلى أن مفاوضات السلام في اليمن فشلت لسنوات، في ظل إصرار المليشيات الحوثية على التقدم عسكريًّا.

تستدعي المؤسسة، دورًا يُنتظر أن تمارسه الولايات المتحدة، في إطار الضغط على الحوثيين عبر إتباع سياسة صارمة تخاطب المليشيات بشكل مباشر بأنها لن تكون قادرة على فرض أجندتها الإرهابية كما يحلو لها.

وترى المؤسسة أن الدبلوماسية الأمريكية تحت حكم الرئيس جو بايدن فشلت في التعامل الصحيح مع الحوثيين، وتشدّد على أن إنهاء الحرب يتطلب العمل على دعم التحالف العربي من جانب مع تضييق الخناق عسكريًّا ضد المليشيات لا سيّما بحريًّا.

وكما فتح التعامل الدولي الرخو شهية الحوثي نحو مزيد من الإرهاب، فإنّ الضغط العسكري على المليشيات سيبعث لها برسالة حاسمة في مواجهة إرهابها الذي خلّف أبشع أزمة إنسانية على مستوى العالم.