تحرير عدن.. ملحمة الجنوب التي عزّزت الشراكة العربية في مواجهة التوغل الإيراني

الخميس 28 إبريل 2022 01:48:13
تحرير عدن.. ملحمة الجنوب التي عزّزت "الشراكة العربية" في مواجهة التوغل الإيراني

لم يكن تحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية كأي عملية عسكرية أخرى، لكنّها معركة حملت الكثير من الدلائل التي صنعها أبطال الجنوب ضمن العملية التي قدّمت فيها دولة الإمارات جهودًا حازت على تقدير الجميع.

معركة عدن أزاحت وجود المليشيات الحوثية من العاصمة، وكان بداية للفظ إرهاب الذراع الإيرانية من الجنوب، إذ أعقب ذلك تحقق الكثير من المكاسب والانتصارات الملهمة.

نجاح القوات المسلحة الجنوبية في تلك المعركة جعل من العاصمة عدن أول مدينة عربية تستهدف الأذرع الإيرانية لكنها تصمد وتنتصر على هذا الإرهاب الغاشم.

هذا الصمود غرس ثقافة المقاومة الجنوبية وبسالتها وقدرتها على صد الاعتداءات التي تستهدف أمن المنطقة بأكملها وليس فقط في الجنوب، وهو أمر يتوجب الاهتمام به في مجابهة التهديدات التي تشكلها إيران على المنطقة.

وسعت المليشيات الحوثية لتنفيذ أجندة إيرانية، قامت على محاولة إسقاط العاصمة عدن، لتنال مصير عواصم عربية أخرى دمرها النفوذ الإيراني مثل دمشق وبغداد وبيروت، وكان المخطط ضم العاصمة عدن المربع.

بيد أن القوات المسلحة الجنوبية، إلى جانب التحالف العربي وتحديدًا القوات المسلحة الإماراتية، دحضت هذا الاستهداف، وهو ما يعزِّز من أهمية التحالف العربي والحذر من الحملات المشبوهة التي تستهدف تشويه دوره أو على الأقل تقليله بهدف عرقلته عن الوقوف أمام المشروع الإيراني التدميري.

هذا التلاحم العربي الذي تجسّد على أرض الجنوب، يفرض ضرورة المضي قدمًا نحو تعزيز الجهود العسكرية التي تقهر التنظيمات الإرهابية، لا سيّما أنّ الجنوب جزءٌ رئيسٌ من جهود التحالف في هذا الصدد.

ومع هذه الانتصارات التي تحققت في 2015، كانت العاصمة عدن على موعد مع انتصارات أخرى تحقّقت في الفترة الماضية، تمثلت في تشكيل مجلس القيادة الرئاسي وتحجيم النفوذ الإخواني.

فهذا المسار السياسي الجديد الهدف الأول له هو معالجة الاختلالات التي سادت على بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، ومن ثم فإنّ هذا الهدف الناتج عن مشاورات الرياض يمثّل ضربة سياسية مدوية للمعسكر الحوثي المدعوم إيرانيًّا، لا تختلف عن الضربة التي تلقّتها المليشيات المدعومة من إيران على يد القوات المسلحة الجنوبية بدعم التحالف في معركة 2015.