إطلاق سراح حوثيين.. التحالف يرسخ مبدأ حسن النوايا ويقطع ألسنة الكذب الإخوانية
برهن التحالف العربي، على حسن نواياها ورغبته في إحلال السلام وتثبيت دعائم الاستقرار من خلال إطلاقه سراح عدد من الأسرى الحوثيين، ليلقي الكرة مجددا إلى ملعب المليشيات ويضعها أمام اختبار قوي حول مدى جديتها في التعامل مع المشهد الراهن.
التحالف العربي أعلن إطلاق سراح 163 أسيرًا من الحوثيين الذين شاركوا بالعمليات القتالية ضد أراضي المملكة، بمبادرة إنسانية من الرياض.
المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي العميد الركن تركي المالكي، قال إنَّ قيادة القوات المشتركة للتحالف ستطلق سراح 163 أسيرا من أسرى الحوثيين الذين شاركوا بالعمليات القتالية ضد أراضي المملكة، كمبادرة إنسانية امتدادا للمبادرات الإنسانية السابقة، ودعما لكافة الجهود والمساعي لإنهاء الأزمة اليمنية وإحلال السلام و جهود الأمم المتحدة لتثبيت الهدنة الحالية وتهيئة أجواء الحوار بين الأطراف.
وأضاف أنّ القرار يأتي أيضًا لتسهيل إنهاء ملف الأسرى والمحتجزين والشهداء انسجاماً مع القيم الإسلامية والمبادىء الإنسانية والتقاليد العربية الأصيلة وما نص عليه القانون الدولي الإنساني المتمثل في نصوص وأحكام اتفاقية جنيف الثالثة والمتوقف تنفيذه منذ العام 2018 باتفاقية ستوكهولم.
وأشار إلى أنّ قيادة القوات المشتركة للتحالف بدأت إنهاء إجراءات إطلاق سراح الأسرى الـ163 بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليتم نقلهم إلى صنعاء.
وأكّد أن ملف إنهاء تبادل الأسرى والشهداء محل اهتمام القيادة السياسية والعسكرية التي تؤكد على الدوام التعامل بهذا الملف من منطلقات إنسانية صرفة، بعيدا عن الحسابات أو المكاسب السياسية والعسكرية.
الخطوة التي أقدم عليها التحالف حملت الكثير من الدلائل، فمن جانب أثبتت رغبته في تحقيق السلام والاستقرار والتوصل إلى توافق سياسي دون أن يُشكل ذلك تهديدًا للأمن والاستقرار لا سيّما على الصعيد الإقليمي، بما يعني وضع المليشيات الحوثية أمام اختبار حاسم تكون فيه مُخيَّرة بين التصعيد العسكري من جانب أو الانخراط في مسار السلام.
الخطوة التالية التي تُستوجب في أعقاب قرار التحالف يجب أن تكون - وفق محللين - عملية ضغط موسعة يفرضها المجتمع الدولي على المليشيات الحوثية لإجبارها على الانصياع لمسار السلام واتخاذ خطوات جادة وعملية وليست صورية في هذا الإطار.
في الوقت نفسه، فإنّ التحالف بقراره الأخير، يقطع ألسنة الكذب التي تستهدف تشويهه، وهي حملات تتشارك فيها المليشيات الحوثية مع المليشيات الإخوانية، فكلاهما ينال التحالف بالعديد من الأكاذيب والافتراءات حول عملياته العسكرية، في محاولة لتشويه التحالف وإحراجه أمام المجتمع الدولي ومن ثم دفعه نحو مغادرة الساحة بشكل كامل.
واتخاذ حزب الإصلاح موقفًا معاديا من التحالف العربي ليس بالأمر الغريب، فالجهود التي يبذلها التحالف لدحر المشروع الحوثي وتفكيكه تتعارض مع مصالح المليشيات الإخوانية التي تستخدم الحضور الحوثي على الأرض ذريعة لإطالة أمد الحرب ومن ثم ترسيخ حضورها وتحديدًا فيما يخص العدوان على الجنوب.
جهود التحالف تقضي على أحد صنوف المؤامرة التي وضعها تنظيم الإخوان الساعية إلى إفراغ الساحة أمام الحضور الحوثي، وهو ما يُشكل ضربة خطيرة لأمن المنطقة واستقرارها، وهو أمرٌ فطن إليه التحالف العربي منذ وقت طويل، ويتصدى له بحزم شديد، يتضمن في الوقت نفسه إجراءات تثبت حسن النوايا في هذا الصدد.