ذكرى فك ارتباط الجنوب.. دولة باقية وشعب صامد

السبت 21 مايو 2022 05:33:07
ذكرى فك ارتباط الجنوب.. دولة باقية وشعب صامد

يحيي الجنوبيون اليوم السبت، ذكرى غالية في قلوبهم، خالدة في أذهانهم، حاضرة في ماضيهم، ودعامة رئيسية في مستقبلهم.. الحادي والعشرون من مايو، ذكرى فك الارتباط، دولة الجنوب التي أبت إلا أن تعود إلى شعبها، دولة كاملة بترابها وهويتها وسيادتها مهما استهدفها الغزاة المعتدون.

في 21 مايو 1994، أعلن عن فك ارتباط الجنوب عن المحتل اليمني، ذلك الذي أشهر أسلحة البطش والعدوان للفتك بالجنوبيين لاحتلال دولتهم، فانتفض الجنوبيون على قوى البطش والعدوان والإرهاب، وأصدر القرار الرئيس علي سالم البيض معلنا أن الجنوب لشعبه وأهله.

إعلان فك الارتباط كان ولا يزال الشرارة التي ثار من أجلها الجنوبيون، واقع وأمل يتمسكون به مهما زادت التحديات وتآمر المتآمرون وزاد بطش الإرهابيون المحتلون، سيظل الجنوب حرا أبيا عصيا على الاستهداف مهما تكالب عليه أعداؤه.

كان ذلك الإعلان بمثابة الرسالة التي شكلت وعي الجنوبيين، وهو وعي قام على التحرك نحو استعادة الأرض والدفاع عن الهوية، والانتماء للوطن فوق كل اعتبار، حقيقة ترسخت وتعمقت يوما بعد يوم في أواصر الجنوبيين، حتى صارت نبراسًا يسيرون على دربه، فتحققت الانتصارات وزاد تمسك الشعب بدولته، فرد العدو المحتل بزيادة إرهابه فاشتعلت ثورة الجنوبيين سيرًا على طريق تحقيق النصر المبين.

ولأن المحتل لا يجيد إلا لغة الدم، كان رده على إعلان فك الارتباط وحشيا وداميا، فشُنَّت الحرب على الجنوب، أمر بإطلاقها علي عبد الله صالح، في عمل وحشي وإجرامي استند إلى غطاء ديني مزيف، تلك الفتاوى الإخوانية التي أباحت قتل الجنوبيين فاستباح العدو المحتل الأرض ومن عليها بحرب وحشية.

صحيحٌ أن الحرب مكنت المحتل اليمني من الجنوب أرضًا، لكن ذلك الذي اغتصب الأرض لم يكن يعرف أنه يؤسس في قلوب الجنوبيين وعقولهم وعيا حاسما بقضيتهم، وحاضنة شعبية جارفة وراء الغاية النبيلة المتمثلة في استعادة الدولة وفك الارتباط.

سيكون اليوم السبت مخيفًا للمحتل وهو يرى أعلام الجنوب ترفرف في الفعاليات الشعبية التي سيتنم تنظيمها، أعلام تهتف بسواريها تقول بصوت يسمعه الحجر قبل البشر، أن الجنوب للجنوبيين وأن الشعب يريد استعادة دولته.

فعاليات السبت ستكون مخيفة على المحتل لسبب آخر، إذ سيرى بأم أعينه حجم الدعم والتأييد والتلاحم والتكاتف الذي سيعبر عنه الشعب الجنوبي لقيادته السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي، وهو دعم يزيد من توهج الجنوب سياسيًّا عبر تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب لصالح قضية شعب الجنوب.