لماذا تموت يا صالح! !

كان خبراً صادماً ذلك الذي تلقيته، بوفاة الصديق والزميل والرفيق صالح الحميدي، الصحفي المميز والإعلامي المحترم، والإنسان النبيل،الذي غادر عالمنا بعد صراع مرير مع المرض متنقلا بين مشافي القاهرة. لقد خسره الوسط الإعلامي والصحافي والسياسي وخسرناه جميعنا، وهي خسارة لا يمكن تعويضها ولا بأي ثمن. صالح ليس ككل الناس ، صالح استثناء بنبله، وروحه الودودة، وحضوره البهي، ونقاء سريرته، وطيب محياه. كانت أول مرة أتعرف فيها على الزميل والصديق صالح الحميدي، هي أثناء مهرجان القمندان في حوطة لحج الجميلة، في العام ١٩٩٧م، وكان بصحبة الأديب المعروف عدنان ابو شادي عليهما رحمة الله. تكررت لقاءاتنا فيما بعد من خلال صحيفة الثوري التي كان نائبا لمدير تحريرها لعدة سنوات، ومن خلال مختلف الفعاليات الإعلامية والثقافية والسياسية بما فيها اجتماعات اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، التي كان يقوم بتغطيتها إعلاميا وفي بقية الفعاليات في صنعاء اثناء إقامتنا فيها. منذ أشهر كان صالح على إحدى القنوات الفضائية ضيفا لمناقشة قضايا تتعلق بالشأن اليمني المعقد، وكان قد صدر قرار تعيينه وكيلاً مساعداً لوزارة الإعلام، تحدث الفقيد برصانة ومسؤولية ولغة عالية التهذيب، بعيداً عن الابتذال ولغة المداحين أو القداحين، اخذت هاتفي وكتبت له على تطبيق ووتساب مازحاً: لقد كنت موفقا في حديثك بعد أن ظننت أن منصب الوكيل المساعد سيغير موقفك! ليرد عليَّ : والله لو توليت أي منصب مهما كبر أو صغر لن أكون إلا مع الحق كما أراه انا. سيمر زمنٌ طويلٌ لن يغيب فيه طيف صالح الحميدي عن ذاكرة محبيه. الله يرحمه ويغفر له ويتوب عليه ويسكنه فسيح جناته. خالص التعازي والمواسات لأسرته الكريمة واولاده وكل اهله وذويه، وأخص هنا أخاه الأستاذ عبد العالم الحميدي وكل إخوانه، وكل الوسط الصحفي والإعلامي وجميع محبيه. إنا لله وإنا إليه راجعون