الإمارات وفرنسا.. شراكة استراتيجية بمجال الطاقة

الثلاثاء 19 يوليو 2022 05:27:35
الإمارات وفرنسا.. شراكة استراتيجية بمجال الطاقة

وقّع رئيس دولة الإمارات العربة المتحدة، الشيخ محمد بن زايد، أمس الإثنين، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اتفاقيتين جديدتين خاصتين بمجال الطاقة.

تضمنت الاتفاقيتان، اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة في مجال للطاقة بين البلدين والثانية اتفاقية شراكة استراتيجية بين شركتي "أدنوك" و"توتال إنرجيز".

أهداف الاتفاقية الأولى بين الإمارات وفرنسا

وتستهدف الاتفاقية الأولى تعزيز أمن الطاقة وتوفيرها بتكاليف مقبولة والحد من الانبعاثات، إلى جانب دفع العمل المناخي استعدادًا للدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف COP28 المقرر عقدها في دولة الإمارات عام 2023.

كما تستند على العلاقات الثنائية الوثيقة والراسخة والشراكات طويلة الأمد بين الإمارات وفرنسا؛ حيث تمتلك الدولة العربية سادس أكبر احتياطي نفطي في العالم وتلتزم بالمساهمة في ضمان أمن الطاقة العالمي.

الاتفاقية الثانية.. مزيد من الفرص بين الدولتين

أما الاتفاقية الشراكة الثانية بين شركتي "أدنوك" و"توتال إنرجي" فتأتي لاستكشاف فرص تعزيز التعاون طويل الأمد بين الشركتين بما يخدم المصالح المشتركة، وذلك في مجالات تشمل زيادة إنتاج الغاز والتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، والتجارة وتوريد المنتجات.

وتسهم تلك الاتفاقية في خلق مزيد من الفرص التي تحقق قيمة مستدامة للشركتين.

نهج الإمارات لمواكبة التحول في الطاقة

وتتبنى الإمارات نهجًا عمليًا شاملاً ومتوازنًا لمواكبة التحول في الطاقة يستند على رفع سعتها الإنتاجية من النفط الخام إلى 5 ملايين برميل يوميًا وزيادة القدرة الإنتاجية لمحفظة مشاريعها العالمية للطاقة المتجددة من 23 غيغاواط إلى أكثر من 100 غيغاواط بحلول 2030.

وتستثمر من خلال شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" وغيرها من المنصات "أكثر من 50 مليار دولار أمريكي في مشاريع لإنتاج الطاقة النظيفة في 6 قارات من بينها 27 دولة جزرية تعد أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ.

وتشمل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة جميع الجوانب ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الاستثمار المباشر في تطوير جميع موارد الطاقة مع التركيز بشكل خاص على مشاريع أمن وكفاءة الطاقة والتقنيات النظيفة والتحول في قطاع الطاقة.

وتؤسس تلك الاتفاقية إطار عمل للتعاون الثنائي في قطاع الطاقة، على أساس مبادئ المساواة والمنفعة المتبادلة للقطاعين العام والخاص بالإمارات وفرنسا.

وتوفر الشراكة الاستراتيجية الشاملة في مجال لطاقة منصة مثالية لاستكشاف مجالات التعاون الثنائي في تطوير وإنتاج الوقود الهيدروكربوني والغاز الطبيعي المسال، وإقامة وتطوير سلاسل توريد مرنة، وتقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه وإنتاج الهيدروجين منخفض الانبعاثات وتطوير البنية التحتية للهيدروجين، بجانب مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح حول العالم.

وتتيح هذه الشراكة الاستراتيجية الشاملة في مجال الطاقة منصة فاعلة لتعزيز التعاون مع فرنسا التي تعد شريكًا استراتيجيًا وثيقًا لدولة الإمارات؛ لتوفير طاقة آمنة ومستدامة بأسعار مناسبة تسهم في دفع النمو الاقتصادي.

أهمية التعاون مع فرنسا

ويستهدف التعاون مع فرنسا، الاستفادة من خبراتها التي اكتسبتها بعد استضافة الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف COP21، في الإعداد لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف COP28 المقرر استضافتها في الإمارات العام المقبل.

كما توصل الرئيسان إلى أهمية تأسيس مجموعة عمل مشتركة تعمل على تسهيل تنفيذ شراكة الطاقة الاستراتيجية الشاملة وتنسيق جميع الأنشطة التي تنص عليها الاتفاقية ومتابعة التقدم الذي يتم إحرازه.

مشاريع فرنسية في الإمارات

تعمل شركة "توتال إنرجي" الفرنسية في قطاع النفط والغاز بإمارة أبوظبي منذ عام 1939؛ حيث ترتبط الإمارات وفرنسا بعلاقات وثيقة وطويلة الأمد.

وتتعاون "توتال إنرجي" مع "أدنوك" بصورة وثيقة في تنفيذ عدد من المشاريع على امتداد سلسلة القيمة للنفط والغاز، ويشمل ذلك استكشاف وإنتاج النفط والغاز من المناطق البحرية والبرية ومعالجة وتسييل الغاز الطبيعي.

وفي سياق آخر، تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة، أكبر عدد من الشركات الفرنسية في الشرق الأوسط بواقع 600 شركة يعمل فيها أكثر من 30 ألف موظف، مع زيادة عددها بنحو 10% سنويًا في السنوات الأخيرة.