وفاة الملكة إليزابيث تعيد إلى الأذهان زيارة عدن التاريخية
علاقة فريدة من نوعها تجمع بين الجنوب العربي وبريطانيا، تجسدها الكثير من المواقف والأحداث على الساحة.
فمع وفاة الملك إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، حرص الجنوب على تقديم العزاء بشكل رسمي عبر الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس المجلس الرئاسي.
الرئيس الزُبيدي وجه أحر التعازي إلى المملكة المتحدة حكومة وشعبا في وفاة الملكة إليزابيث الثانية.
وقال في برقية التعزية: "إني أشعر بحزن عميق لوفاة جلالة الملكة إليزابيث الثانية، أتقدم بأحر التعازي لأسرتها ولحكومة وشعب المملكة المتحدة".
وأضاف أن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية حظيت بإعجاب على نطاق واسع لنعمتها وقيادتها.
برقية العزاء توثق حجم العلاقات المتينة التي تجمع بين الجنوب وبريطانيا، والتي كانت الملك إليزابيث نفسها شاهدة عليها في مسيرتها الملكية.
فلم يكن مصادفة أن العاصمة عدن كانت أول مدينة عربية تزورها ملكة بريطانيا الراحلة.
جرت الزيارة بعد عامين من تولي الملكة إليزابيث العرش، وكان ذلك عام 1954، لكن الزيارة لم تكن رسمية.
آنذاك، كانت عدن، إحدى المستعمرات البريطانية، وجرت الزيارة في صبيحة الـ27 من أبريل من ذلك العام.
حضرت الملكة إليزابيث الثانية مع زوجها الأمير فيليب، في مراسم أقيمت بميناء مديرية التواهي أو ما كانت تعرف بـ"ستيمر بوينت".
نُظمت مراسم استقبال مهيبة للملكة البريطانية، حيث تم إجراء عرض عسكري كبير بالآلات الموسيقية وبحضور المئات من أهالي عدن.
ضمن تلك المراسم، اصطف جنود الحرس الملكي على طول رصيف الميناء يلقون التحية العسكرية للملكة البريطانية الشابة التي كان عمرها آنذاك لا يتجاوز الثلاثين.
وبدأت باستقبال عدد من قيادات ورموز عدن وقتها الذين قدموا لاستقبالها والترحيب بها، بعد أن تم استقبالها بأكاليل من الزهور المقدمة من طالبات مدارس عدن.
ويقول مؤرخون إن الزيارة استغرقت يوما واحدا، حيث زارت الملكة إليزابيث الثانية عددا من الأماكن والمستشفيات والمعالم والمشاريع التي نفذتها بريطانيا في تلك الفترة.
شملت تلك الجولة، مستشفى باصهيب العسكري، ومستشفى الملكة إليزابيث "الجمهوري"، ومصافي عدن، بالإضافة إلى عدد من الحدائق والشركات البريطانية وغيرها.
في تلك الزيارة أيضا، تم اختيار شاب عدني يدعى محمود محفوظ علي، ليكون السائق الرسمي لقيادة المركبة الخاصة التي أقلت الملكة إليزابيث وزوجها الدوق فيليب خلال زيارتهما للمدينة.
وقعت القرعة أيضا على طالبة في الصف الرابع الابتدائي وتدعى عائشة عبد العزيز، لتقوم بتقديم باقة من الورود للملكة.