نصر جديد للانتقالي.. تغير واضح في اللهجة الدولية تجاه قضية شعب الجنوب
في تطور لا يمكن إرجاعه إلا النجاحات الدبلوماسية التي حققها الجنوب، تغيرت نظرات ورؤى المواقف الدولية تجاه الأزمة الراهنة، بما في ذلك حق الجنوب في استعادة دولته.
هذا التغير الواضح تجلى في تصريح مهم للغاية صدر عن المبعوث الأمريكي تيم ليندركينج، الذي تحدث عن مستقبل ما تعرف بالوحدة، وذلك بالتزامن مع مطالب الشعب الجنوبي باستعادة دولته.
أجاب الدبلوماسي الأمريكي المحنك، قائلًا إن القرار يجب أن يكون داخلي دون إملاء خارجي، وذلك في إشارة واضحة إلى منح كل الأطراف حرية تحديد قرارها بما في ذلك الشعب الجنوبي.
وأشار ليندركينج إلى أن هذا الأمر يجب أن يكون المحدد الرئيسي لمستقبل ما بعد الحرب.
الموقف الأمريكي يعيد إلى الأذهان موقف كان قد صدر عن بريطانيا قبل أشهر، وذلك عندما دعا السفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم، إلى إيجاد قرار بديل عن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، علما بأن قرار مجلس الأمن يتضمن مصطلح ما تعرف بالوحدة.
التوجه البريطاني كان الهدف منه هو إيجاد صيغة توافقية انخراطا في إطار العمل على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة، بما يعني مراعاة حق الجنوب في استعادة دولته.
هذا التغير الواضح في اللهجة الدولية، يمكن القول إن سبب الرئيسي هي حجم النجاحات التي حققها المجلس الانتقالي على مدار الفترات الماضية.
فقد اتبع المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، سياسات في غاية الحكمة، وضعت الجنوب في وضع سياسي وأمني ومجتمعي شديد الاستقرار.
ومع الانتصارات العسكرية في مكافحة الإرهاب، تيقن للمجتمع الدولي أهمية الجنوب في حماية الاستقرار في المنطقة برمتها، باعتباره رأس الحرب القوي والناجع والفعال في مكافحة الإرهاب وهو المنخرط بشكل حقيقي وجدي إلى جانب التحالف العربي في تلك المعركة.
كما أن حرص القيادة الجنوبية على تغليب الاستقرار والترحيب بأي خطوة سياسية تساهم في تحقيق هذا الاستقرار، حاز بترحيب كبير من قبل كل الأطراف الدولية.
في الوقت نفسه، فإن الحالة الفريدة في الجنوب وحجم التلاحم من قبل الشعب وراء قيادته السياسية أعطى للمجتمع الدولي إشارة واضحة بأن الجنوب مجتمع متماسك بكل قطاعاته ما يعضد من مسار استعادة الدولة.