14 أكتوبر.. أمجاد الثورة التي قوضتها الوحدة المشؤومة
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته ثورة 14 أكتوبر المجيدة، إلا أنها ظلّت عرضة للاستهداف والمؤامرات حتى تعرضت لانتكاسة بسبب ما تعرف بالوحدة المشؤومة.
ثورة 14 أكتوبر اندلعت قبل 59 عاما، ضد الاستعمار البريطاني، وظلّ لهيبها مشتعلا على مدار أربع سنوات كاملة، انتهت إلى جلاء الاستعمار بشكل كامل في 30 نوفمبر 1967.
رسخت الثورة ملحمة وطنية بامتياز وعززت من معاني ومفاهيم القيم الوطنية، والثقافة القومية العروبية، لكن عام بدءا من تسعينات القرن الماضي، زُرعت المؤامرات والمفخخات في مسار الثورة.
ثورة 14 أكتوبر تعرضت للغدر تحت مسمى الوحدة المشؤومة، وتعرضت منذ ذلك التوقيت لانتكاسة مروعة، تسببت في الإضرار بمنجزاتها، كما صرح الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
مكاسب التحرر التي حققها الجنوبيون في الثورة المجيدة، تلاشت منذ تلك الوحدة المشؤومة التي مثلت سرطانا خبيثا نخر في عظام الجنوب وشعبه،
تلك الوحدة المشؤومة كانت عنوانا لما تعرض له الجنوبيون من أبشع صنوف القهر والقمع والتهميش، فتعرضوا لاعتداءات دامية من مليشيا الاحتلال اليمني، وذاقوا مرارة الإقصاء وحُرموا من المناصب وصولا لما يعانونه من حرب خدمات قاسية أفقدتهم كل الحقوق.
ما يعانيه الجنوبيون بسبب تلك الوحدة المشؤومة تستدعي العمل على استعادة واستلهام قيم وروح ثورة 14 أكتوبر المجيدة، سعيا لاستعادة الحرية المنهوبة، والحقوق المصادرة.
وإتساقا مع ذلك، صرح الرئيس الزُبيدي بأن أبناء وأحفاد أبطال ثورة 14 أكتوبر يخوضون حاليا ثورة متجددة أعادت للشعب الجنويب حريته، وما زالت تخط طريقها بقوة وثبات وإصرار نحو استكمال أهداف هذه الثورة.
وأهداف هذه الثورة، كما قال الرئيس الزُبيدي، ستُتوج باستعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة، على حدود 21 مايو 1990 من المهرة إلى باب المندب.
وأشار الرئيس الزُبيدي إلى أن هذه الدولة سيسود فيها الأمن والاستقرار وينعم بخيرها كل أبناء الجنوب، تقضي على معاناة الشعب الجنوبي على مر العقود الماضية.
الرئيس الزُبيدي أكّد كذلك المضي قدما صوب المستقبل بخطى ثابتة نستلهم العظات والعبر من عثرات الماضي وإخفاقاته وتجارب الحاضر ومعاناته، موقنون إن النصر صبر ساعة.