رضوخ أمريكي يؤسس لحضور حوثي مفخخ في المشهد السياسي

الأربعاء 19 أكتوبر 2022 21:01:15
"رضوخ أمريكي" يؤسس لحضور حوثي مفخخ في المشهد السياسي

يبدو أن المليشيات الحوثية الإرهابية بصدد نجاح الخطة التي أعدتها في العمل على ابتزاز المجتمع الدولي والقوى الكبرى سعيا لتحقيق مكاسب وبالتحديد مكاسب سياسية.

الحديث عن تصريح في غاية الخطورة صدر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بمناسبة مرور عام على اقتحام مسلحين حوثيين لمجمع كانت تستخدمه السفارة الأمريكية في صنعاء قبل تعليقها للعمليات في عام 2015 واحتجازها لموظفين دون مبرر، حيث لا تزال تحتجز المليشيات حتى اليوم 12 موظفًا حاليًّا وسابقًا.

الوزير الأمريكي دعا المليشيات الحوثية لإعادة الموظفين إلى عائلاتهم كدليل على الالتزام بالسلام والاستعداد للمشاركة في حكومة مستقبلية تحترم سيادة القانون.

وفي التفاصيل، قال بلينكن إن الحوثيين يحتجزون الموظفين التابعين للأمم المتحدة ولسفارة بلاده، معظمهم لم يتصلوا بعائلاتهم، وتوفي أحدهم في الحجز في وقت سابق من هذا العام.

وأضاف أن هذا الأمر يمثل تجاهلاً صارخًا للأعراف الدبلوماسية ويشكل إهانة للمجتمع الدولي بأسره.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستواصل دون توقف الجهود الدبلوماسية لتأمين إطلاق سراحهم بالعمل مع شركائنا الدوليين، منوها بأن هذه الإجراءات تستمر في التشكيك في رغبة الحوثيين في عودة السلام.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم حل دائم للصراع وضمان سلامة أولئك الذين يخدمون الحكومة الأمريكية.

وقال يلينكن: "أدعو الحوثيين للإفراج عن هؤلاء المواطنين وإعادتهم إلى عائلاتهم كدليل على التزامهم بالسلام واستعدادهم للمشاركة في حكومة مستقبلية تحترم سيادة القانون".

بغض النظر عن المطالبة الأمريكية بالإفراج عن العناصر المختطفة، فإن تصريح بلينكن يحمل مخاطر مرعبة كونه يُدرج المليشيات الحوثية الإرهابية في إطار العملية السياسية.

العرض الأمريكي يمكن النظر إليه بأنه رضوخٌ من قِبل الولايات المتحدة أمام جرائم الابتزاز التي ترتكبها المليشيات الحوثية الإرهابية.

فالمليشيات المدعومة من إيران تعمل على ارتكاب الكثير من الجرائم القمعية، ثم تُتبعها بممارسة عملية ابتزاز بحثا عن مكاسب سياسية.

إدراج المليشيات الحوثية في العملية السياسية سيكون بمثابة التفخيخ الخطير للمستقبل، فهذا الفصيل الإرهابي لا يجيد إلا لغة القتل والدم ومن ثم فإن حضوره في المشهد أمر لن يكون مقبولا.

ويرى محللون أن الولايات المتحدة وهي تعمل على الإفراج عن الموظفين المختطفين، فيمكنها الانخراط بشكل جاد وفعال بالضغط على المليشيات بدلا من إظهار ما يمكن اعتباره انحناءً ورضوخا ضد المليشيات.

السياسة الخطيرة التي تتبعها الأمم المتحدة، يمكن النظر إليها باعتبارها تشجع المليشيات الحوثية على ارتكاب المزيد من الجرائم، باعتبار أنها تجد نفسها تتربح كثيرا من ورائها لا سيما المكاسب السياسية.