قرار الجنوب والصبر الذي لن يطول

الجمعة 11 نوفمبر 2022 18:04:00
قرار الجنوب والصبر الذي لن يطول

رأي المشهد العربي

تكشف كل المستجدات الراهنة على الساحة، أن الجنوب يتعرض حاليا لحالة من الاستهداف الشامل، في محاولة لتقويض النجاحات التي تحققت على مدار الفترات الماضية.

القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي، تضع المحافظة على تلك المكاسب والنجاحات كأولوية قصوى، لا مجال لتهديدها، ومن ثم فإن التمادي في استفزازات ضد الجنوب، سيكون من شأنها أن تُقدِم القيادة على اتخاذ الاجراءات اللازمة.

كما جرت العادة، لن تكون خطوات القيادة الجنوبية متهورة أو متعجلة في أمرها، لكنها بشكل أو بآخر ستراعي البعد الاستراتيجي في قراراتها، وهي الحكمة التي غلبت على كل الممارسات التي اتخذتها القيادة على مدار الفترات الماضية.

الجنوب وقيادته لا ينجر وراء الاستفزازات المتعمدة التي تسعى لجره إلى صدام مفتوح وحالة واسعة من الفوضى التي تستهدف تقويض مكاسب الجنوب، لكن في الوقت نفسه فهذا التأني لا يعني أن الجنوب سيغض الطرف أي تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمها أمام تطلعات شعبه.

ويملك الجنوب العربي كل المقومات التي تجعله قادرا على التحرك في مسار يضمن من جانب المحافظة على المكتسبات، والبناء عليها نحو المزيد من النجاحات على كل المستويات، سواء على الصعيد السياسي من حكمة كبيرة أو حتى على الصعيد العسكري فيما يخص مجابهة الإرهاب.

هذا الواقع يجب أن يكون معلوما لدى قوى صنعاء الإرهابية، فهي إن حاولت استهداف الجنوب واستفزازه ستكون هي نفسها أول من يدفع الثمن، بمعنى أن تجاوز النقاط الحمراء ستدفع القيادة الجنوبية لاتخاذ قرارات وإجراءات وتحركات، من منطلق حملها مسؤولية تلبية تطلعات الشعب.

في خضم الواقع المعقد حاليا الذي يظهر فيه غضب الجنوب من جراء استهدافه واضحا جليا، فإن الأطراف المعادية إذا ما تمادت في استهدافها للجنوب العربي على هذا النحو، فلن يكون أمام المجلس الانتقالي إلا التحرك بما ينسجم مع تطلعات الشعب.

من هذا المنطلق، فإن صبر الجنوب لا يطول، وتحديدا في ظل تفاقم الإرهاب كما يجري عسكريا في جبهات وأراضيه من قبل قوى صنعاء الإرهابية وكذا سياسيا في ظل ما يحدث من مخططات لتهميش الجنوب.

هجمات الموانئ النفطية الجنوبية التي شنتها المليشيات الحوثية، هي جرس إنذار واضح وصريح، وبالتالي فإن القيادة الجنوبية ستكون عند مسؤولياتها التزاما بما قطعته على نفسها أمام شعبها الأبي، ومن ثم فيُعاد التأكيد أن القرار سيكون قرار الجنوب.