الفساد لن ينهي الحرب أو يحسمها
رأي المشهد العربي
يعتبر الحسم العسكري إحدى أهم آليات الحرب انطلاقا من قاعدة المفاهيم العسكرية، لكن هذا الحسم ليس الآلية الوحيدة، فمن دون مكافحة الفساد لن يكون الأمر مجديا بأي حال من الأحوال.
الفساد أغرق المعسكر اليمني الذي يفترض أن يكون مهتما بالحرب على المليشيات الحوثية الإرهابية، لكن الاهتمام انصب على أشياء أخرى بينها تحشيد الإرهاب على الجنوب.
شيء آخر انشغلت به القيادات اليمنية أو الشمالية ويتمثل ذلك في الفساد الذي استشرى بوتيرة غير مسبوقة، حيث استطاعت هذه القيادات تكوين ثروات ضخمة استغلالا للحالة المهترئة التي تهيمن على المؤسسات كضريبة للحرب وما خلفته.
فساد القيادات اليمنية وتحديدا من عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي يجعل من مصلحة هؤلاء الفاسدين استمرار الحرب، دون اكتراث أو اهتمام بما خلفته من أعباء على قطاعات عريضة من السكان الذين ذاقوا ويلات الأعباء بشكل غير مسبوق.
يعني ذلك أن ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية الإرهابية لن يقتصر على المسار العسكري، بل يتوجب العمل على مكافحة الفساد وإزاحة القيادات التي ثبت تورطها في التمادي في عمليات نهب الأموال وتهريبها.
المجلس الانتقالي بدوره، لطالما حذر من مغبة استشراء الفساد، وحث في العديد من المناسبات على ضرورة إزاحة القيادات والعناصر التي يشكل وجودها تماديا للفساد من جانب، فضلا عن كونه يشكل أحد أسباب التخادم مع المليشيات الحوثية.
القضاء على الفساد سيكون بمثابة الخطوة التي تعالج كل الاختلالات التي سادت على مدار الفترات الماضية، وأمرٌ سيكون له انعكاسات على كل المستويات، بما في ذلك الأوضاع المعيشية.