عرقلة وصول المساعدات لمستحقيها .. بيروقراطية الحوثي تنسف آمال الاستقرار
فيما تخطت الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية عامها الثامن، فإن الأعباء الإنسانية لا تزال مصدر تهديد مرعب لكارثة محدقة.
وكثيرا ما حذر المجتمع الدولي من مخاطر التهديدات الحوثية التي تعرقل الجهود الإغاثية والإنسانية بشكل كبير في مناطق سيطرة المليشيات المدعومة من إيران من جراء الجرائم التي ترتكبها.
أحدثت التحذيرات صدرت عن رينا غيلاني مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، التي ألقت كلمة نيابة عن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ أمام مجلس الأمن الدولي.
غيلاني قالت إن إيصال المساعدات الإنسانية لا يزال مقيداً إلى حد كبير بالعوائق البيروقراطية والقيود المفروضة على الحركة ومستوى التدخل غير المقبول.
وأشارت إلى تحمل السكان المدنيين وطأة هذه القيود، حيث لا يتلقون الخدمات والإمدادات المنقذة للحياة التي يحتاجون إليها في الوقت المناسب.
وكشفت أن أكثر من 70% أو ما يقرب من 500 من أصل 673 حادث تم الإبلاغ عنها بين يوليو وسبتمبر من هذا العام، كانت بسبب عوائق بيروقراطية حدثت الغالبية العظمى منها في المناطق التي يسيطر عليها المليشيات الحوثية.
ونبهت بأنه ورغم كل الجهود فقد أصبحت القيود المفروضة على الحركة من قبل الحوثيين تؤثر بشكل خاص على الموظفات والمستفيدات وتركت مساحة أقل للعمل.
وأوضحت أن الأمم المتحدة تكافح من أجل الحفاظ على المساحة التي تحتاجها لتقديم مساعدات إنسانية مبدئية.
وشددت المسؤولة الأممية على أن المكاسب الإنسانية للهدنة تحتاج إلى أكثر من ستة أشهر لتتحقق، وقالت إن الأشخاص المتضررين من الصراع يحتاجون إلى ضمان مستدام للسلام قبل أن يقرروا العودة إلى ديارهم لإعادة بناء حياتهم.
كما يحتاج هؤلاء المتضررون إلى رؤية تحسينات في حياتهم اليومية تتجاوز خفض القتال؛ لأنهم يشعرون بالقلق إزاء احتمال تجدد الأعمال العدائية على نطاق واسع مرة أخرى، وفق المسؤولة الأممية.
وأشارت إلى أن الفئات الضعيفة تتحمل بعضاً من أثقل تكاليف الاشتباكات.
عرقلة الحوثيين لإيصال المساعدات الدولية والعمل على سرقتها، هي واحدة من الجرائم المستمرة منذ إشعال الحرب في 2014، ولم تتوقف المليشيات مُطلقا عن ارتكاب تلك الجريمة.
سعت المليشيات من وراء ذلك، للعمل على تأزيم الوضع الإنساني لتضمن بسط سيطرتها من خلال إطالة أمد الحرب، وخلخلة استقرار الأوضاع المعيشية لجني الكثير من الأرباح من جراء ذلك.