استهداف العاملين في العمل الإغاثي.. جريمة حوثية لها انعكاسان
يمثل استهداف العاملين في المجال الإنساني، أحد أخطر صنوف الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية الإرهابية، على النحو الذي يؤدي إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية.
وعلى الرغم من محاولة الحوثيين تزييف الحقائق، إلا أن المليشيات المدعومة من إيران لم تستطع إخفاء تلك الجرائم البشعة وفضح أمر تآمرها في العمل على استهداف العاملين بالقطاع الإنساني.
خلال الأشهر التسعة الأولة من العام الجاري، وثّقت الأمم المتحدة ارتكاب المليشيات الحوثية الإرهابية 124 حادثة عنف ضد العاملين الإنسانيين.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، فإنه خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر الماضيين، أبلغ شركاء العمل الإنساني عن 124 حادثة عنف ضد العاملين الإنسانيين والأصول الإنسانية.
وأسفرت تلك الحوادث عن مقتل عامل إنساني وإصابة أربعة آخرين، كما تم رصد 15 حادثة اختطاف و13 حالة اعتقال بحق العمال الإنسانيين، إضافة إلى اختطاف 34 سيارة تخص العمل الإنساني.
هذه الإحصاءات المفزعة جعلت من العمل الإغاثي في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية بالغ التدهور، إذ يجد العاملون في هذا القطاع صعوبات كبيرة لتجاوز العراقيل والاستهداف الذي تشكله المليشيات الحوثية الإرهابية.
الجُرم الحوثي لا يتوقف عند هذا الحد، لكن هناك انعكاسا صريحا ومباشرا على هذه الجريمة، يتمثل في الوضع الإنساني نفسه في ظل تعذر حصول السكان على المساعدات الإغاثية بفعل الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية.
وفي هذا الصدد، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قبل أيام، من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل 2023، في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية مقابل انخفاض التمويل المخصص للمساعدات الضرورية.
اللجنة تحدثت عن انخفاض التمويل للبرامج الإنسانية في اليمن، حيث يعتمد 70% من السكان على شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، يمثل أحد العوامل، إلى جانب عوامل أخرى، قد تؤدي إلى تفاقم معاناة ملايين السكان.
وبحسب الإحصاءات، يعاني 19 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، أي ما نسبته أكثر من 63% من إجمالي السكان، إضافة إلى 7,1 مليون شخص في حاجة ماسة للدعم الإنساني.