ألغام الحوثي تواصل النهش في أجساد المدنيين.. ومسام يمضي في طريق تفكيكها
عادت الألغام الحوثية لتفرض نفسها على ساحة الحرب في الوقت الحالي، في ظل تهديد متواصل تشنه المليشيات المدعومة من إيران، فيما تواصل المملكة العربية السعودية جهودها لاحتواء هذا الغضب.
الساعات الماضية شهدت إصابة طفل، جراء انفجار لغم حوثي بإحدى البلدات بمحافظة الحديدة، علما أن هذه المنطقة واحدة من أكثر المناطق التي تم إغراقها بالألغام من قبل المليشيات الحوثية.
وأصيب الطفل جساس بدر فارس، 16 عاما، بجروح متفرقة نتيجة انفجار لغم حوثي من نوعية مضاد للعربات بآلية (شيول) تتبع أحد المقاولين في منطقة موشح بمديرية الخوخة جنوب محافظة الحديدة.
وشهد الأسبوع الماضي، سقوط تسعة قتلى وجرحى على الأقل، بينهم أطفال جراء إنفجار ألغام حوثية في مناطق مختلفة.
انفجار لغم الحديدة أعقبه جهوده سعودية على الفور، حيث بدأ فريق مشروع مسام السعودي، تنفيذ عملية مسح لتطهير منطقة موشج في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة من مخلفات الألغام الحوثية.
وأظهرت إحصاءات حديثة حجم الجهود التي بذلتها السعودية في إطار مكافحة الإرهاب الحوثي، وقد كشفت غرفة عمليات مشروع مسام السعودي، نزع فرقها 5084 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة في نوفمبر الماضي.
وقالت غرفة العمليات إن فرق المشروع نجحت في تفكيك 3865 ذخيرة غير منفجرة و79 عبوة ناسفة، إضافة لـ 923 لغماً مضاداً للدبابات و217 لغماً مضاداً للأفراد.
ونزعت الفرق العاملة بمشروع مسام، الأسبوع الماضي، وحده 1307 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، و1170 ذخيرة غير منفجرة و4 عبوات ناسفة، و113 لغماً مضاداً للدبابات، و20 لغماً مضاداً للأفراد.
جهود السعودية في إزالة الألغام الحوثية واحدة من بين أهم الجهود التي تبذلها المملكة سعيا لتحقيق الأمن والاستقرار، وذلك بعدما تسببت المليشيات المدعومة من إيران في تشكيل خطر شديد بالمدنيين.
وتوسعت المليشيات الحوثية على مدار الفترات الماضية، في زراعة الألغام وأدى ذلك إلى تكبيد المدنيين كلفة غاشمة للغاية.
وقبل أسابيع، كشفت الأمم المتحدة، حصيلة ضحايا ألغام مليشيا الحوثي خلال 6 شهور من الهدنة التي انهارت في 2 أكتوبر الماضي.
وبحسب مكتب الشؤون الإنسانية في اليمن "أوتشا"، فإن منذ بدء الهدنة في 2 أبريل الماضي، زاد عدد الضحايا المدنيين بسبب المتفجرات من مخلفات الحرب والألغام الأرضية بنسبة 20٪ تقريبًا مقارنة بالأشهر الـ6 السابقة، حتى بلغت أكثر من 340 مدنيا.
وبين أبريل وسبتمبر الماضيين من سريان الهدنة تسببت الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في سقوط حوالي 95 قتيلا و 248 إصابة من المدنيين.
وسجل التقرير المناطق الأكثر تضررا هي مناطق الخطوط الأمامية الأوسع في محافظتي الحديدة والجوف، وقد سمح الهدوء في القتال للمدنيين بالتحرك بحرية أكبر مما زاد من تعرضهم للألغام الحوثية والعبوات الناسفة.