قراءة في تصريحات سلطان البركاني.. تزييف للتاريخ واعتراف بالخيانة
لا تفوت العناصر التي عُرفت بالخيانة والتواطؤ والتآمر، فرصة تجاه ممارسة حالة من المتاجرة السياسية عبر ترويج الأكاذيب لخدمة مصالحها وتحسين صورتها المتسخة بالخيانة.
المدعو سلطان البركاني المعروف بحجم خيانته الكبير وتواطئه الشديد، والذي لم يستحِ أن يرتمي علنا في أحضان المليشيات الحوثية، هو أحد أكثر الأمثلة وضوحا على حجم التواطؤ والخيانة.
أدلى المدعو البركاني بتصريح غريب عبر عن محاولة للتربح السياسي وتحسين السمعة والصورة، عندما ادعى أن ما يُعرف بالجيش اليمني حقق انتصارات على المليشيات الحوثية، وزعم أنه كان في الطريق إلى صنعاء إلا أن الولايات المتحدة هي من أوقفت هذا التقدم.
تصريح البركاني احتوى على مخطط كامل عبر من خلاله عن سرقة فاضحة وواضحة للتاريخ والعمل على تزييفه، وذلك في محاولة لتحسين صورتهم وإيجاد مكان لهم في المستقبل السياسي.
أحد معالم تزييف التاريخ تجلى بوضوح في الإدعاء بأن القوات اليمنية هي التي حققت انتصارات على الحوثيين وذلك على غير الحقيقة، فالقوات المسلحة الجنوبية يعود لها الفضل الأكبر في أي انتصارات تتحقق على المليشيات الحوثية الإرهابية.
أكذوبة أخرى روجها البركاني تخص ما دعاه التقدم إلى صنعاء، فالحقيقة تقول إن القوات الجنوبية (ألوية العمالقة) كانت على بعد خطوات من التقدم إلى صنعاء، لكن النظام اليمني ذهب إلى مفاوضات السويد مانحا المليشيات الحوثية فرصة التقاط الأنفاس، وما أعقبها من تحقيق مكاسب سياسية واسعة.
كما أن حديث البركاني عن أن السفير الأمريكي هو الذي أوقف التقدم إلى صنعاء، تُحسب على النظام اليمني الذي رضخ أمام رغبة الإدارة الأمريكية، وذلك إذا ما صحت رواية البركاني عن واقعة السفير.
وبعيدا عن صحة الرواية من عدمها، فإن النظام اليمني أحد أكثر الأنظمة التي مارست خيانة مفضوحة، تخلى فيها عن أي وطنية، وترك أراضيه لفصيل مارق (الحوثيين)، وفر من أمام عدد قليل من أطقم المليشيات وسلمها صنعاء على طبق من ذهب، ثم حدث بعدها كل ما حدث.