إزاحة أبو عوجاء من رئاسة أركان العسكرية الأولى.. محاولةٌ فاشلة لامتصاص غضب الجنوب
في محاولة لاحتواء الغضب الجنوبي والتحايل على إرادته، صدر قرار بإزاحة المدعو يحيى أبو عوجاء المعين رئيسا لأركان المنطقة العسكرية الأولى، الذي أظهر قدرا كبيرا من الإرهاب ضد الجنوب وشعبه وقضيته في الفترة الأخيرة.
رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، أصدر قرارا بتعيين العقيد الركن عامر عبدالله محمد بن حطيان، أركان حرب المنطقة العسكرية الأولى، خلفا للمدعو أبو عوجاء.
قرارٌ يأتي بعد أيام من تهديدات خطيرة بعث بها المدعو أبو عوجاء، عندما قال إنه لا يوجد بند في اتفاق الرياض ينص على إخراج أو نقل أي من قوات المنطقة.
واعتبر أبو عوجاء تحركات ومساعي الجنوبيين لتحرير أراضيهم تصعيدا خطيرا وأمرا مؤسفا، وأطلق رسائل تهديد ضمنية، بقوله إن المنطقة العسكرية الأولى لن تسمح لأحد بما سماه العبث بالممتلكات العامة والخاصة في وادي حضرموت، في تهديد كان واضحا أنه يستهدف شن مزيد من الإرهاب على الجنوبيين.
صحيحٌ أن تصريحات أبو عوجاء فجرت غضبا جنوبيا عارما، إلا أن إقالته ليست نهاية المطاف، فالقرار الصادر عن العليمي يبدو أنه محاولة لتهدئة الجنوبيين وامتصاص غضبهم، تخوفا من قوى صنعاء من رد جنوبي سيكون مزلزلا تجاه التهديدات التي تُشكلها قوى الشر ضد أمنه واستقراره.
غضب الجنوبيين من تصريحات أبو عوجاء كان مصحوبا بمطالب واضحة وهو الالتزام بتنفيذ بنود اتفاق الرياض وتحديدا ما يتعلق بضرورة العمل على إخراج المليشيات الإخوانية الإرهابية المارقة من وادي حضرموت.
كما أن الإطاحة بعنصر إرهابي مثل أبو عوجاء لا يعني إنهاء خطره وتهديداته، وللجنوبيين في جنرال الإرهاب المدعو علي محسن الأحمر أكبر عبرة، فعلى الرغم من إزاحته من منصبه قبل أشهر، إلا أنّ ذيول إرهابه لا تزال تتحرك ضمن مؤامرة قوى صنعاء ضد الجنوب.
واستنادا لما تعلمه الجنوب وشعبه على مدار الفترات الماضية من وقائع مشابهة، فإن "حقن التخدير" التي تحاول قوى صنعاء إعطاءها للجنوب لتهدئة حالة الغضب التي تهيمن على شعبه لن يكون لها أي أثر، وبالتالي سيواصل الجنوبيون الضغط لتحقيق مطالبهم كاملة.
وفيما أظهر أبو عوجاء قدرا كبيرا من الإرهاب ضد الجنوبيين فإن التعقيد الرئيسي ليس في شخص هذا العنصر وحسب، لكن الجنوبيين يُصرون على مجابهة الإرهاب الإخواني بمختلف صوره.
وفي مقدمة هذه الخطوات، يتوجب العمل على إخراج المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت لضمان الانخراط في مسار التهدئة، أما غير ذلك فسيعني أن المرحلة المقبلة ستكون حبلى بالتصعيد على كل المستويات.