الإرهاب الإخواني في وادي حضرموت.. قمع للجنوبيين وخدمة للحوثيين

الجمعة 16 ديسمبر 2022 21:40:53
الإرهاب الإخواني في وادي حضرموت.. قمع للجنوبيين وخدمة للحوثيين

مع تصاعد وتيرة الغضب الجنوبي في وادي حضرموت سعيا لإخراج المليشيات الإخوانية، تصر عناصر المنطقة العسكرية الأولى على اللعب بالنار، وذلك اعتمادا على إجرام خبيث وخطير يتضمن محاولة ترهيب المواطنين.

فمع كل فعالية سلمية تنادي بإخراج المليشيات الإخوانية، صانعة الفوضى والإرهاب، ترد بإطلاق إرهابها ضد الجنوبيين بما في ذلك إشهار الأسلحة في وجههم، كما حدث في سيئون خلال الساعات الماضية.

فقد أطلق إرهابيو المنطقة العسكرية الأولى نيران أسلحتهم بكثافة وبشكل هستيري صوب الجماهير المشاركين في المسيرة السلمية بمدينة سيئون في وادي حضرموت.

جاء ذلك في وقت جددت فيه المسيرة الجماهيرية الحاشدة في سيئون، مطالبتها برحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى الخاضعة لتنظيم الإخوان الإرهابي من وادي حضرموت.

وتوافد المئات إلى مدينة سيئون للمشاركة في المسيرة بالدراجات النارية رفضاً لقمع أفراد المنطقة العسكرية الأولى ووجودها في الوادي، علما بأن وجود هذه القوات يمثل خرقا لبنود اتفاق الرياض.

وطالبت المسيرة الشعبية بتمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم إدارياً وعسكرياً، ضمن حراك سلمي متصاعد لتمكين أبناء المحافظة من حقوقهم.

المليشيات الإخوانية كانت قد استبقت هذا التحرك الجماهيري، عبر الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة، انتشرت بشوارع مدينة سيئون في محاولة لترهيب المواطنين، ثم أطلقت النار عليهم للغرض نفسه.

لا يبدو أن المليشيات الإخوانية ستنسحب من وادي حضرموت، وبالتالي فإن تمسكها بهذا الوجود الذي يحمل طابعا احتلاليا بحتا، من شأنه أن يبعثر الأوراق بشكل كبير في تلك المنطقة.

هذا التعامل الإخواني لا يظهر فقط من خلال التعامل القمعي مع المواطنين الرافضين لوجود هذه المليشيات المارقة، لكنه يتضح كثيرا في اللهجة الإخوانية المستخدمة عبر وسائل الإعلام التابعة لحزب الإصلاح أو السياسيين والناشطين وأيضا المنتفعين من هذا الفصيل الإرهابي.

فهذه اللهجة ترى أن الشعب الجنوبي ليس من حقه المطالبة بإخراج المليشيات الإخوانية، كما أن تلك الأصوات تمارس تزييفا للتاريخ والواقع بزعمها أن اتفاق الرياض لا ينص على خروج تلك المليشيات من وادي حضرموت في تحايل خطير على التفاهمات السابقة.

المستفيد الأول من تلك الأوضاع المتردية هي المليشيات الحوثية نفسها، لا سيما أن حليفتها الإخوانية تتيح لها الكثير من المداخل لتهديد الأمن في الجنوب وتحشيد الإرهاب إلى أراضيه، وفي الوقت نفسه، فإن هذا الإرهاب الإخواني يعيق التوجه نحو حسم الحرب على المليشيات المدعومة من إيران، بما يُجدد التأكيد على الدلالة الواضحة التي تقول إن حرب المليشيات الإخوانية ليست موجهة ضد مليشيات الحوثي لكنها تستهدف الجنوب.