سقطرى.. بين قسوة الطبيعة وفساد القائمين على المنظمات الإغاثية، وأشياءٌ أُخــــــرى...انظروا
صلاح السقلدي
- الحوار الجنوبي في يومهِ الأولى
- خطوة بالاتجاه الصحيح
- لهذه الأسباب تراجع مجلس العليمي تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي
- للإرهـاب جذور وبذور
تشهد محافظة أرخبيل سقطرى هذه الأيام تساقط أمطار غزيرة وعواصف شديدة هي الأولى من نوعها منذ سنوات خلٌـفتْ حتى اللحظة وفقا للمعلومات المتوافرة اضىارا جسيمة بالممتلكات العامة والخاصة والطرقات والمحميات الطبيعية والمواشي وقوارب الصيادين وغيرها تُـعيد للأذهان كارثةإعصار (تشابالا) المدمر الذي ضرب الأرخبيل بقوة قبل ثمانية أعوام.
يحدث اليوم هذا في سقطرى والمواطنون بمعية السلطة المحلية بالميدان يجأرور بالشكوى من جور التجاهل الرسمي،وزيف وفساد المنظمات الإغاثية المزعومة، يواجهون مأساتهم بإمكانيات ذاتية بسيطة لا تقوى على غضب الطبيعة المدمر، وبطاقات مالية ومادية شحيحة- إن لم نقل معدومة تماما-لدى السطلة المحلية بعد أن أدارت الحكومة (التي اكتفت فقط بإعلان سقطرى محافظة منكوبة لإستدرار الدعم الخارجي لمصلحتها ومصلحة أحزابه) أدارت ظهرها للمواطن للسلطة المحلية وحجبت عنهم المخصصات التشغيلية للمؤسسات ولفروع الوزارات بذريعة الدعم الإماراتي الذي تُـبالغ الحكومة وإعلامها وأحزابها بحجمه وأرقامه ليتسنى لها تحت هذه الذريعة الاستيلاء على المخصصات المستحقة للمحافظة، والتنصل من واجباتها.
ولأن المصائب لا تأتي فُـرادا.،فلم يتوقف الأمر عند هذا الظلم الجائر بل دخل على الخط ظالـمٌ مُـقـنٌـع، ونعني هنا( المنظمات الإغاثية الدولية،او بالأحرى القائمين عليها) والتي تظهر عند كل مأساة تضرب المحافظة ليتكسب أفراد هذه المنمظات بمبالغ طائلة من الدولارات والعملات الأخرى باسم سقطرى مخصصات مالية وعينية هائلة- إلٌا ما يوصل من الفتات. والمؤسف أن فساد هذه المنظمات يتم بجزء كبيرا منه بواسطة موظفين يمنيين وعرب لدى هذه المنظمات،وتُـرفع تقارير الصرف للجهات العليا بهذه المنظمات الى مقراتها في العواصم الغربية والشرق اوسطية بطريقة التضليل والزيف والاحتيال، وكله باسم المواطن السقطري الواقع بين قسوة الطبيعة وظلم الإنسان المحتال.
والأمر لا يختلف كثيرا مع فساد المنظمات المحلية والدولية المهتمة بسقطرى كمحمية طبيعية مُـدرجة بقائمة التراث الإنساني العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة( اليونسكو).
بقي ان نشير إلى ان هذه المعاناة ليست إلا نتفا صغيرا من كومة معاناة كبيرة،منها على سبيل المثال لا للحصر اسعار تذاكر الطائرة ( سقطرى عدن سقطرى) رحلة اسبوعية واحدة فقط عبر مطار المكلا تُـباع بسعر خيالي يتجاوز 300 $، يفوق قدرة المواطن أضاعفا مضاعفة، فبرغم إعادة النظر باسعار تذاكر السفر من مطار عدن وسيئون الى الخارج الذي أقرته شركة طيران اليمنية مؤخرا إلا أن سقطرى كالعادة خارج الحسبان،بل والأشد وطأة ان هذا السعر يتم فرضه حتى على وجهة السفر سقطرى المكلا سقطرى، يضاف الى ذلك ان الوزن المسموح به للمسافر 15كيلو جرام لا غير، في مخالفة صريحة لكل ما هو معمولا به من قوانين ولوائح الطيران المدني.