ذكرى انطلاق عاصفة الحزم.. عملية عسكرية رسمت خريطة الأمن والاستقرار
ثماني سنوات كاملة مرّت على انطلاق عملية عاصفة الحزم، التي دحرت الإرهاب الذي شكلته المليشيات الحوثية الإرهابية وسعت من خلاله لحرق الجنوب واليمن، وتوسيع نفوذ تيارات الشر والفوضى التابعة لإيران.
اليوم الأحد، تحل ذكرى عملية عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي، ورسخت هذه العملية بيئة قوية في مواجهة الإرهاب الحوثي، والنجاحات الميدانية التي تحقّقت.
تدخل التحالف العربي "الرسمي والشرعي والقانوني" لعب دورا أساسيا في إعادة رسم الخارطة العسكرية والميدانية، لا سيما أن الواقع كان يشير إلى تماهي نفوذ وسيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية، ليس لأسباب تخص قوة مزعومة للمليشيات الحوثية بشكل كبير بقدر ما يتعلق الأمر بخيانات ارتكبتها المليشيات الإخوانية التي تمادت في تسليم المواقع والجبهات للمليشيات الحوثية.
إطلاق عملية عاصفة الحزم جاء في توقيت حاسم للغاية، وهو ما ساهم بشكل كبير في حماية الجنوب من التمدد الحوثي، إذ كانت المليشيات تتحرك في ذلك التوقيت صوب العاصمة عدن ومحافظة لحج على وجه التحديد في محاولة لإخضاع الجنوب لسيطرة هذا الفصيل الإرهابي.
نجاحات عاصفة الحزم كانت واضحة وضوح الشمس، وحالت دون توسع النفوذ الإيراني وساهمت في تحرير الكثير من المناطق، وذلك عبر لوحة من التناغم والتنسيق بين الجنوب والتحالف في إطار العمل على مكافحة الإرهاب.
عملية عاصفة الحزم انطلقت على أرضية شراكة متينة بين السعودية والإمارات، ومثّلت نقطة ارتكاز أساسية في جهود تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، والتصدي لكل أشكال التدخلات الإقليمية في الشأن العربي ومحاولات زعزعة أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، فضلا عن دورهما البارز في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف والتي تحظى بتقدير المجتمع الدولي أجمع.
عاصفة الحزم لم تحمل طابعا عسكريا وحسب، لكن الأمر شملت كذلك أبعادا إغاثية وإنسانية فقد لعبت دول التحالف العربي وبالأخص الإمارات دورا فريدا في دعم الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، بعدما خلّفت الحرب أعباء إنسانية مروعة.
ولعبت المساعدات التي قدّمتها دولة الإمارات دورا حاسما في تحسين الأوضاع المعيشية، بعدما ركّزت إغاثاتها على القطاعات التي تمس الحياة اليومية للمواطنين بشكل مباشر، وقد حظيت المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات بإشادات دولية واسعة النطاق.
مشاركة دولة الإمارات في عاصفة الحزم كانت فريدة كونها حملت طابع الحسم العسكري، بجانب دورها الفريد والأصيل على الصعيدين السياسي والإغاثي.
ويحفل التاريخ بأن دولة الإمارات كانت سباقة في إنزال جنودها بالعاصمة عدن للمساهمة في تحريرها مع انطلاقة عاصفة الحزم، وكان دماء الشهيد الأول عبدالعزيز الكعبي قد روت العاصمة عدن لتعرف طريق التحرر من قوى الظلام والشر.