8 سنوات على عاصفة الحزم.. ماذا لو لم يتآمر الإخوان؟
ثماني سنوات كاملة مرّت على عملية عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، وهي العملية التي أطلقت لدحر الإرهاب الحوثي وما أحدثه من تهديدات مخيفة للأوضاع في المنطقة برمتها.
عاصفة الحزم حقّقت نجاحات كبيرة على مدار الفترات الماضية، وكان بمقدورها أن تحسم الحرب على الإرهاب بشكل كامل، إلا أن عاملا رئيسيا تسبب في تأخر الحسم، تمثل في الخيانات وممارسات التآمر التي أقدمت عليها المليشيات الإخوانية.
ففي إطار العمل على تحقيق مصالحها المشبوهة، انغمست المليشيات الإخوانية في تحالف خبيث مع المليشيات الحوثية، وتضمّن ذلك العمل على تسليم المواقع والانسحاب من الجبهات، بما فتح الباب أمام المليشيات المدعومة من إيران لتوسيع رقعة نفوذها على الأرض.
المليشيات الإخوانية تآمرت لصالح الحوثيين على النحو الذي ساهم في تقوية حضور تيارات الإرهاب على الأرض، وتزامن مع ذلك أيضا كلفة غاشمة تكبّدها السكان الذين اضطروا لتحمل الآثار والتبعات المفزعة من الأعباء الإنسانية التي خلّفتها الحرب.
في المقابل، تمكّنت القوات المسلحة الجنوبية من تحقيق مكاسب وانتصارات ضخمة ضد المليشيات الحوثية، ما يعني أن "الأخيرة" طرف كان بالإمكان القضاء عليه في اليمن إذا كان تنظيم الإخوان قد انخرط في مواجهة جادة وفعلية ضد المليشيات الحوثية.
إلا أن تآمر المليشيات الإخوانية وتنسيقها مع الحوثيين وانسحابها من الجبهات والمواقع لصالح المليشيات المدعومة من إيران، مكّنها من البقاء حتى الوقت الراهن.
التآمر الإخواني لم يقتصر على ذلك، فعلى الصعيد السياسي أظهر حزب الإصلاح وجها من التآمر والتخاذل على النحو الذي قوَّض أي فرص للتوصل إلى تسوية سياسية، كما عرقل هذا الفصيل التوافقات التي جرى التوصل إليها.
وكان اتفاق الرياض الذي تم التوصل إليه برعاية سعودية في 2019، كفيلا بضبط الكثير من الأمور فيما يخص حسم الحرب على المليشيات الحوثية الإرهابية وفيما يخص إخراج المليشيات الإخوانية من الجنوب وتحديدا من وادي حضرموت لتوجيهها صوب جبهات الاشتباك مع المليشيات الحوثية.
إلا أن المليشيات الإخوانية عرقلت هذا المسار وانغمست في المزيد من التقارب مع المليشيات الحوثية، في تشكيل عدوان على الجنوب وعلى التحالف العربي، هو ما أعطى المليشيات الحوثية قبلة الحياة حتى الآن، لتواصل تهديداتها وإرهابها.
التصدي لممارسات التآمر من قِبل المليشيات الإخوانية الإرهابية، أمرٌ في غاية الإلحاح للمحافظة على المكتسبات التي حققها التحالف العربي عبر العمليات العسكرية التي حجّمت الإرهاب الحوثي بشكل كبير.