تشييع جثمان اللواء صالح السيد.. مسيرة عطاء لم يتوقف فيها النضال

السبت 8 إبريل 2023 00:13:00
تشييع جثمان اللواء صالح السيد.. مسيرة عطاء لم يتوقف فيها النضال

وسط أجواء من الحزن والألم، شيع الجنوب العربي أحد أبطاله المرابطين الذين ترجلوا بعد مسيرة كبيرة من العطاء والعمل الملحمي في إطار الدفاع عن الجنوب وأمنه واستقراره، وهو اللواء صالح السيد.

فقد شهدت العاصمة عدن اليوم الجمعة، تشييع جثمان القائد البطل اللواء صالح السيد أركان القوات البرية الجنوبية، بجنازة رسمية وسط حضور شعبي ورسمي غفير.

وبدأت مراسم تشييع جثمان الراحل بالصلاة عليه، قبل أن تتجه حشود المشيعين إلى مقبرة الفيوش لمواراته الثرى.

وتقدمت حشود المشيعين العديد من القيادات الجنوبية السياسية والعسكرية والمدنية، على رأسهم قيادات من المجلس الانتقالي الجنوبي.

اللواء صالح أحمد السيد، ينحدر من محافظة لحج، وتحديدا في مديرية الحدّ "يافع"، وبدأ تعليمه الابتدائي فيها، قبل أن يلتحق فيما بعد بالسلك العسكري، ويشقّ طريقه متقلدا عدة مناصب.

بدأ اللواء السيد مشواره العسكري، عام 1988، في معسكر "العند" لدى قوات الشرطة العسكرية التي استمر فيها لمدة 6 أشهر، قبل انتقاله إلى اللواء الخامس في محافظة لحج، لمدة قرابة أربعة أعوام.

وقبل اندلاع حرب صيف 1994 الظالمة، اعتقل اللواء صالح السيد، من قبل نظام الرئيس اليمني الراحل، علي عبدالله صالح، وتم إدراجه في أحد سجون المخابرات اليمنية، حتى انتهاء الحرب، قبل أن يُفرَج عنه لاحقا.

واصل اللواء السيد، مشواره العملي لاحقا، وعُيّن في محافظة ذمار (شمال البلاد) في صفوف الشرطة العسكرية، ولم تمضِ أعوام حتى دخل في مشادّة مع قائد الشرطة العسكرية في ذمار، نتيجة سياسة التهميش التي كان يتعامل بها نظام صالح مع الكوادر العسكرية الجنوبية بعد انتصاره في حرب 1994، ليواجه السيد اعتقالا آخر دام قرابة شهر، ليفضل بعدها العودة إلى منزله والاعتكاف فيه.

ومع بدء زخم الحراك الجنوبي بغية استعادة الدولة، كان اللواء السيد رغم وجوده في المملكة العربية السعودية، من أوائل المنضمين إلى هذه المطالب الشعبية التي بدأت تتكون منذ العام 2000.

وكان السيد، من بين أبرز الشخصيات الجنوبية في الخارج التي أسست نواة ما بات يُعرف "بكتيبة سلمان" التي دخلت الحرب التي شهدتها العاصمة عدن ضد ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لعلي صالح.

بعد ذلك، عاد اللواء صالح السيد، إلى العاصمة عدن، وشارك مع رفاقه في المقاومة الجنوبية، في خوض المعارك ضد المليشيات الحوثية، وقوات صالح، وتحرير بضع مناطق من العاصمة عدن، وقد أصيب بطلقة قناص في مديرية التواهي في عدن، وتم نقله إلى أحد المستشفيات.

لم تتوقف مسيرة اللواء السيد عند إصابته، إذ عاد بعد تماثله للشفاء للمشاركة في قيادة المعارك التي اتجهت صوب محافظة لحج، وكان من أبطال معركة تحرير قاعدة "العند" العسكرية الجوية، قبل أن يتلقى إصابته الثانية، التي عاد بعدها لاستكمال دوره العسكري في تحرير محافظته.

وفي 2016، تم تعيينه مديرا لإدارة أمن محافظة لحج، ليواصل مشواره ودوره البارز في فرض الأمن والاستقرار في محافظة لحج، إذ شنّ أكثر من حملة أمنية ضد العناصر الإرهابية المتطرفة التي خلقتها الفوضى في أثناء سيطرة المليشيات الحوثية.

وأصيب اللواء صالح السيد، برصاصة غادرة في ظهره، أثناء مواصلة عمله الأمني عقب التحرير في أكثر من محافظة جنوبية، أبرزها العاصمة عدن ومحافظة أبين، لكن ذلك لم يكن كافيا لتثبيط عزيمته وإصراره في فرض الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في مختلف مناطق الجنوب.

وفي يونيو من العام الماضي، نجا اللواء صالح السيد في العاصمة عدن، من محاولة اغتيال فاشلة، استهدفت موكبه، بينما استشهد 4 من مرافقيه إلى جانب 6 مدنيين، جراء الانفجار، الذي تم عبر سيارة مفخخة.