الجنوب يتعاطى مع سيناريو الحل السياسي
سيناريوهات عديدة تلوح في الأفق، في خضم الجهود المبذولة على الصعيدين الإقليمي والدولي بحثا عن تسوية سياسية تخمد فتيل الحرب، تعرض فيها الجنوب العربي لاستهداف طويل الأمد.
وصنعت دولة الصين، الحدث بعدما بذلت جهودا ورعت اتفاقا بين السعودية وإيران، نُظر إليه بأنه الخطوة الأولى في مسار عملية سياسية جديدة يكون لها تأثير جوهري على المنطقة بأكملها.
الوصول لهذه النقطة أثار اهتماما كبيرا بالسيناريوهات التي ستشهدها مستقبل الأزمة الراهنة، وفرص وقف الحرب والتوصل إلى تسوية سياسية في الفترة المقبلة، لا سيما أن الجنوب مثّل العنصر الأول للاستهداف.
سيناريوهات المستقبل السياسي كانت حاضرة في مباحثات مهمة عقدها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مع تشاو تشنغ القائم بأعمال سفير جمهورية الصين الشعبية لدى اليمن.
بيان صادر عن المجلس الانتقالي، قال إن لقاء الرئيس الزُبيدي والسفير الصيني شهد مناقشة مستجدات الأوضاع السياسية والإنسانية، والجهود السياسية المبذولة من قبل المجتمعين الإقليمي والدولي لإنهاء الحرب وإحلال السلام وإعادة الاستقرار إلى المنطقة بشكل عام.
وثمن الرئيس الزُبيدي، خلال اللقاء، الدور الصيني في رعاية اتفاق السلام بين المملكة العربية السعودية وإيران، وقال إنَّ الاتفاقية التي رعتها بكين تمثل مفتاحا لحل معظم القضايا في المنطقة وفي مقدمتها الصراع في اليمن.
كما بحث اللقاء السيناريوهات المحتملة في بلادنا في ظل الجهود المكثّفة للوصول لاتفاق يُنهي الحرب ويؤسس لعملية سياسية شاملة تعمل على حل كافة القضايا المحورية، وتؤسس لسلام عادل ومستدام.
وفي هذا السياق، أكَّد الرئيس الزُبيدي أنَّ قضية شعب الجنوب تأتي في صدارة القضايا الوطنية ومرتكزا للحل الشامل، من خلال وضع إطار خاص لها في عملية السلام الشاملة التي سترعاها الأمم المتحدة.
من جانبه، أكد القائم بأعمال سفير جمهورية الصين الشعبية، حرص حكومة بلاده على بذل المزيد من الجهود لتعزيز الحوار بين دول منطقة الشرق الأوسط.
وجدَّد موقف بلاده الداعم لمجلس القيادة الرئاسي وحكومة المناصفة ولجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن الرامية لإنهاء الصراع وإحلال السلام في البلد الذي دمرته الحرب.
وأشار إلى استعداد الصين لتقديم كافة أوجه الدعم لإعادة الإعمار وإطلاق عملية التنمية الشاملة في البلد.
الحراك السياسي الذ ي يُجريه الرئيس الزُبيدي في هذه الآونة، يعكس مدى الحرص الجنوبي على الانخراط في مسارات السلام والتعامل مع سيناريوهات التهدئة في الفترة المقبلة، وهو مسار مشروطٌ بأن يكون الجنوب العربي جزءا من العملية السياسية في الفترة المقبلة.
ويُبدي الجنوب انفتاحا على هذه المسارات، لكنه يؤكد في الوقت نفسه محورية قضية شعبه في سيناريوهات الحل السياسي في الفترة المقبلة، ومجابهة أي تحديات من شأنها المساس بحق الجنوبيين وتطلعاتهم سعيا لاستعادة دولتهم.