المجلس الانتقالي.. رؤيته وطن وغايته استعادة الدولة
رأي المشهد العربي
بوعي كبير وحنكة شديدة، يقود المجلس الانتقالي قضية شعبه العادلة في مرحلة فارقة مليئة بالتحديات، في أعقاب تعرض الجنوب لموجة كبيرة من الاستهداف على مدار الفترات الماضية.
المجلس الانتقالي حدّد غايته منذ اليوم الأول، وهو العمل على استعادة الدولة وفك الارتباط، وهي تمثل رسالة للجنوبيين في الداخل وأيضا للأطراف الإقليمية والدولية، وذلك لفهم طبيعة التعاطي الجنوبي مع المشهد السياسي الراهن.
لا يمر يومٌ من دون أن يدور الحديث عن تطورات سياسية جديدة تفرض نفسها على المشهد الراهن، فيما يخص المساعي الدولية للتوصل إلى حل سياسي في الفترة المقبلة، لا سيما بعد الإعلان عن زيارة وفد سعودي بحضور سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر لصنعاء.
تزامن مع ذلك أيضا الحديث عن تسريبات حول بنود الهدنة الجديدة، وتخص العمل على التوصل إلى تهدئة شاملة، ومن المؤكد أن الجنوب يبدي انفتاحا كاملا على هذه التطورات.
إلا أنه في الوقت نفسه، تبدي القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي، التزاما كاملا بمسار قضية شعبه، بمعنى أن أي عملية سياسية لا تراعي الوضع القائم على الأرض وتعالج قضية شعب الجنوب العربي وحقه في استعادة دولته لن يكون لها حضور أو نجاعة.
أمرٌ آخر يتعامل معه الجنوب بحزم وحسم شديدين، وهو الرفض القاطع والكامل لأي حلول أو رؤى "ترقيعية" تتضمن العمل على تأجيل معالجة قضية الشعب العادلة.
النظام اليمني كان قد تعامل مع قضية شعب الجنوب بمنطق التهميش والاستعلاء وحرم الجنوبيين من حقهم في استعادة دولتهم، واستمر ذلك منذ الاحتلال عقب حرب 1994 الظالمة.
لكن التعاطي اليمني مع الجنوب شهد حالة من التباين نوعا ما، وذلك بعدما وجد الاحتلال أن وضع الجنوب تغير بشكل كبير، وبات يملك من القوة ما يجعله قادرا على حماية تطلعات شعبه، لذلك غيّر النظام اليمني من تكتيكه وبات يتعامل بمحاولة إتباع سياسة "تنويم" الجنوب، عملا على الالتفاف على حق شعبه في استعادة دولته.
الجنوب الآن يعي حجم المؤامرات التي تُحاك ضده ويتفطن إليها، ويتبع أقصى درجات ضبط النفس في إطار التعامل مع التطورات السياسية الراهنة في الوقت الراهن، لتحقيق الغاية التي لن يحيد عنها مُطلقا.