اللواء محمود الصبيحي يعانق الحرية.. الجنوب يستقبل أحد رجاله الأفذاذ
جهودٌ كبيرة بذلها المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، في سبيل الإفراج عن اللواء الركن محمود الصبيحي وزير الدفاع الأسبق، من سجون المليشيات الحوثية الإرهابية.
وشهد مطار العاصمة عدن، اليوم الجمعة، استقبالا رسميا وشعبيا حافلين للواء محمود الصبيحي ابتهاجا بتحريره من قبضة مليشيا الحوثي الإرهابية، ضمن صفقة تبادل الأسرى بين جرى التوصل إليها.
وتقدم اللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية، ومحافظة العاصمة عدن، أحمد حامد لملس الجموع المشاركة في استقبال اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع الأسبق بمطار عدن.
وقال المقدم محمد النقيب المتحدث باسم القوات المسلحة الجنوبية، في معرض تعليقه على هذه الخطوة، إن هذا الإنجاز السياسي والعسكري والإنساني جاء كنتيجة للتحرك الدائم والحثيث من قبل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي.
وأضاف في بيان، أن هذا الاستقبال الكبير، يعكس المقام والقيمة الرفيعة التي يحضى بها الاسير الجنوبي في التقدير والاعتبار الرسمي والشعبي.
وتابع: "ليس هنالك أعظم من حرية البطل الذي يقضي سنين من عمره في سجون العدو وراء القضبان رافعا راية وطنه ومدافعا عنها بثبات وصمود ، دون خوف ومهما كلف الثمن".
وبرز اللواء الركن محمود الصبيحي، كأحد أهم الأسرى المحتجزين لدى الحوثيين على مدى سنوات الحرب الماضية،
تدرج الرجل العسكري - الأب لخمسة أبناء وابنتين، توفي منهم اثنان مؤخرًا - في عدة مسؤوليات بدولتين مختلفتين، انطلاقًا من إدارته لديوان وزارة الدفاع في الجنوب العربي عام 1976.
واضطر الصبيحي لمغادرة البلاد بعد حرب صيف 1994، وتنقل بين سلطنة عُمان والسعودية والإمارات ثم الكويت لمدة 15 عامًا، وعاد في 2010، وجرت ترقيته إلى رتبة لواء وتعيينه مستشارًا للقائد الأعلى للقوات المسلحة.
ذاع صيت اللواء الصبيحي، خلال عامي 2012 -2013، وسط غمرة الحرب ضد تنظيم القاعدة، الذي أعلن محافظة أبين إمارة إسلامية، وسيطر على أجزاء من جارتها شبوة.
كما برزت أيضا جهوده مع سيطرة المليشيات الحوثية على صنعاء، ومواصلة تقدمهم نحو المحافظات الأخرى، حيث كسر الصبيحي حاجز صمت القادة اليمنيين بالتأكيد على استعداد المنطقة العسكرية الرابعة التي يقودها، للتصدّي لتقدم الحوثيين نحو محافظة تعز الواقعة ضمن نطاق انتشار قواته.
إنسانيا، حظي اللواء الصبيحي بشعبية كبيرة بسبب انضباطه وبساطته وحرصه على مخالطة جنوده، وامتلاكه منزلًا شعبيًا متواضعًا لأسرته بمحافظة لحج، حتى تولى منصب وزير الدفاع في حكومة 2014.
كما حاولت المليشيات الحوثية استغلال رصيد الصبيحي الشعبي، عبر تعيينه رئيسًا للجنة الأمنية بعد أسابيع من استقالة الحكومة في مارس 2015، ونتيجة لرفضه فرضوا عليه إقامة جبرية في صنعاء، تمكّن رغمها من الإفلات والفرار نحو لحج ثم العاصمة عدن.
محافظات الجنوب شهدت في تلك الفترة حالة عارمة من الفوضى، بسبب تمرد قيادات عسكرية وتآمرها لصالح المليشيات الحوثية، وكانت العاصمة عدن قاب قوسين أو أدنى من السقوط بعد تحرك هذه العناصر من محافظة لحج، فيما تحرك اللواء الصبيحي وزير الدفاع أنذاك، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية نحوها لقطع الطريق عليها.
بعد يوم واحد من انطلاق عملية عاصفة الحزم، وأثناء تحركات اللواء الركن محمود الصبيحي الدؤوبة في محاولة ترتيب الصفوف بعد تمرد وحدات جديدة بقاعدة العند العسكرية بلحج، وقع الرجل بشكل مفاجئ في قبضة مليشيات الحوثي الإرهابية.
في تلك الآونة، تعرض إلى خيانة من محيطه بعد تسريب تحركاته لخصومه.