ماذا بعد صفقة تبادل الأسرى؟

السبت 15 إبريل 2023 19:59:05
ماذا بعد صفقة تبادل الأسرى؟

رأي المشهد العربي

ردود أفعال إيجابية للغاية قوبلت بها عملية تبادل الأسرى، على الصعيدين الإقليمي والدولي، واعتبرتها الكثير من الدول والأطراف مقدمة لجولة سياسية جديدة.

الزخم الإيجابي لهذه العملية يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة، لتأسيس مسار إيجابي ناجع يقود إلى تحقيق الاستقرار في المرحلة المقبلة، وذلك بعدما طال أمد الحرب بوتيرة مرعبة، ومثّل الجنوب العربي فيها الحلقة الأكثر استهدافا من قوى صنعاء التي تكالبت على أمنه واستقراره وقضية شعبه.

عملية تبادل الأسرى يمكن القول إنها تؤسس لأرضية يمكن التفاهم حول ما بعدها من ترسيخ عملية سياسية شاملة تبحث عن استقرار، لكن هذا الاستقرار المنشود يجب أن يكون دائما وشاملا.

"دائم" بمعنى أنه من الضروري أن تتاح فرصة للتهدئة والتقاط الأنفاس والبناء على ذلك ليكون الاستقرار عنوانا لكل المرحلة المقبلة، ومن ثم يتم تركيز الجهود على الأوضاع الإنسانية التي تأذّت كثيرا بفعل الأزمات والأعباء الإنسانية المرعبة والمهولة التي خلّفتها الحرب العبثية.

أما "شامل" فبمعنى أن يكون الاستقرار شاملا لكل الجبهات دون استثناء، فليس من المنطقي أو المقبول أن يتم الحديث عن هدنة أو تثبيت لوقف إطلاق النار في حين يظل الجنوب مستهدفا بنيران التصعيد الذي تمارسه في هذه المرحلة المليشيات الحوثية بوتيرة متفاقمة.

هذه الضمانات إن توفرت وتحققت ستكون الضمانة التي يتم البناء عليها من أجل غرس مسار سياسي، يضع حدا للحرب التي تقترب من إتمام عقدها الأول، ولا مجال لتحمل مزيد من الأعباء، لا سيما أن الشعب الجنوبي تعرض لاستهداف خبيث وخطير من جراء حرب الخدمات المشبوهة التي تعرض لها.

سياسيا، يبدي الجنوب العربي وقيادته السياسية الممثلة في المجلس الانتقالي، انفتاحا كبيرا على مسارات التهدئة، بل وبذل جهودا كبيرة في إطار تحقيق ذلك، إلا أن هذا التوجه يظل مشروطا أولا وأخيرا بمراعاة حق الجنوب في استعادة دولته، وهو ما يمثل غاية للجنوب لا يمكن التراجع عنها أو المساومة عليها.