حتى تقشفهم لم ينهِ المعاناة.. كيف فتكت الحرب الحوثية بكبار السن؟
لم تسلم مختلف الفئات العمرية من أعباء قاسية خلّفتها الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية، من جراء تمادي المليشيات في تفجير مختلف القطاعات.
كبار السن إحدى الشرائح التي عانت كثيرا من ويلات الحرب، بعدما تسببت في محاصرتهم بصنوف ضخمة من الأعباء، وهو ما وثّقته دراسة أعدتها منظمة "هلب إيج" التي أجرت بحثا حول أثر الأزمة والحرب في اليمن عليهم، ضمن دراسة شملت 10 دول، كشفت عن تعرض 1.65 مليون شخص منهم لخطر المجاعة.
الدراسة قالت إن كبار السن في اليمن يتأثرون بشكل خاص بارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، ويضطر معظمهم إلى تخفيض استهلاكهم من الطعام وتقليل مشترياتهم منه.
بينما تلجأ النساء المسنات إلى الصيام لأوقات طويلة قد تمتد لأكثر من يوم لتمكين أطفالهن أو أحفادهن من تناول كفايتهم من الطعام.
وبينما تضطر بعض المسنات إلى التسول من أجل تدبير المبالغ التي تمكّنهم من شراء الطعام، فإن الغالبية من كبار السن في اليمن اختاروا التوقف عن زيارة الأطباء والمستشفيات للحصول على الرعاية الصحية بسبب ارتفاع أسعار الوقود وتكلفة النقل، وتحولوا إلى استهلاك أدوية منخفضة التكلفة ورديئة الجودة.
ويختار عدد كبير من كبار السن بيع أثاث وأغراض منازلهم إلى جانب الأشياء الثمينة مثل المجوهرات، لكسب بعض الدخل وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وعلى الرغم من ذلك، فإن كل هذه التدابير لا تمنع تراكم ديونهم لدى محلات البقالة والسوبر ماركت والصيدليات، دون توفر وسائل لسداد هذه الديون.
هذا التوثيق المرعب يوثّق حجم الأعباء التي خلّفتها الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية، والتي تمادت المليشيات في صناعتها على صعيد واسع.
وإقدام المليشيات الحوثية على هذا السيناريو راجع إلى أن المليشيات اعتمدت مسار تفخيخ الأوضاع المعيشية والمجتمعية لتتمكن من فرض سطوتها الغاشمة على مختلف القطاعات، وتحقيق مصالحها المشبوهة التي تتعلق تحديدا بتكوين ثروات ضخمة على حساب أوضاع المواطنين المعيشية.