خارطة الطريق التي تحدث عنها الرئيس الزُبيدي.. ما الذي نستنتجه؟
يبدو أن الفترة المقبلة ستشهد طرح عملية سياسية جديدة، وذلك في أعقاب التطورات التي فرضت نفسها على الساحة، والتي يُمكن القول إنها ترجع إلى الاتفاق السعودي الإيراني على استعادة العلاقات بين البلدين، وهي خطوة أفرزت هذه التطورات على الساحة.
وتنشط القيادة الجنوبية، في هذا المسار، وذلك من خلال سلسلة من الاجتماعات التي يعقدها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس المجلس الرئاسي، والذي عقد عددا كبيرا من الاجتماعات في الفترة الماضية، كان أحدثها اجتماعه مع ليزالوته بلزنر سفيرة مملكة الدنمارك غير المقيمة لدى اليمن.
وقال بيان صادر عن المجلس الانتقالي، إن اللقاء بحث تطورات الوضع السياسي والإنساني، وآخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها المملكة العربية السعودية بإشراف الأمم المتحدة، لإنهاء الحرب وإحلال السلام في المنطقة.
واستعرض الرئيس الزُبيدي الجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي والتنازلات التي قدمها في سبيل الوصول إلى سلام شامل وعادل ومستدام يؤسس لمستقبل آمن ومستقر سواء محليا أم في المنطقة بشكل عام.
كما ناقش اللقاء نتائج المفاوضات التي أجراها الوفدان السعودي والعماني مع قيادة مليشيا الحوثي في صنعاء، وأبرز الصعوبات التي تواجه المحادثات المباشرة وخارطة الطريق المطروحة لإنجاح العملية السياسية، التي من المفترض أن تبدأ في الأيام القليلة القادمة، ووضع قضية شعب الجنوب فيها.
وفي هذا الخصوص، جدد الرئيس الزُبيدي التأكيد أن قضية الجنوب ستطرح في العملية السياسية الشاملة كقضية محورية بإطار خاص أجمعت عليه كل الأطراف المنضوية في إطار مجلس القيادة الرئاسي.
وثمّن الرئيس الزُبيدي الدعم الإنساني الذي تقدمه مملكة الدنمارك منذ اندلاع الحرب، معربا عن تطلعه في تعزيز التعاون الثنائي في مجالات النقل البحري وإدارة الموانئ وقطاعي الزراعة والاصطياد.
من جانبها جددت سفيرة مملكة الدنمارك دعم حكومة بلادها لكل الجهود الرامية لإنهاء الحرب وإحلال السلام، معربة عن تطلعها لزيارة العاصمة عدن في القريب العاجل.
حضر اللقاء من السفارة الدنماركية أسماء مشلح مسؤولة القسم السياسي في السفارة، ومن مجلس القيادة عماد محمد مدير مكتب نائب رئيس مجلس القيادة، وصالح القعيطي مستشار نائب رئيس مجلس القيادة.
الحديث الآن عن وضع خارطة طريق سيتم الإعلان عنها قريبا، كما ورد في المباحثات التي جمعت بين الرئيس الزُبيدي وسفيرة الدنمارك، يعني أنّ الجنوب قاب قوسين أو أدنى من دخول مرحلة سيايسة جديدة ستكون قضية الشعب العادلة في قلبها.
لم يتم الحديث عن تفاصيل ما تحويه بنود هذه الخارطة لكن المواقف السياسية التي يتم التعبير عنها من قِبل القيادة الجنوبية، وفي المقدمة الرئيس القائد الزُبيدي يمكن أن يُستشَف منها أن قضية شعب الجنوب ستكون حاضرة بقوة في هذا المسار السياسي.
ففي الاجتماعات الأخيرة التي عقدها الرئيس الزُبيدي، جرى التأكيد وبكل وضوح أن قضية شعب الجنوب ستكون حاضرة وبفاعلية كاملة ومحورية شديدة في العملية السياسية الجديدة.
يعني أنّ ذلك أن الخارطة التي من المقرر أن يتم إعلانها في الفترة المقبلة، ستتضمن التأكيد على معالجة قضية شعب الجنوب من خلال مسار يرتضيه الشعب وتشارك فيه القيادة، والأهم من ذلك أنها ستراقب تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه.