إطلاق سراح الـ104 حوثيين.. بادرة سعودية يرد عليه الحوثيون بالتنصّل

رغم قيام المملكة العربية السعودية ببادرة طيبة، عبر إطلاق سراح 104 أسرى حوثيين بشكل أحادي، تأكيدا على الرغبة الصادقة في التوصل إلى تسوية سياسية شاملة، مارست المليشيات الحوثية تنصلا ينم عن خسة غير مستغربة.

التحالف العربي أعلن على لسان المتحدث باسمه العميد الركن تركي المالكي، استكمال عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بإطلاق سراح 104 أسرى من الحوثيين لدى التحالف بمبادرة إنسانية من السعودية.

متحدث التحالف قال إن هذه المبادرة تأتي امتداداً للمبادرات الإنسانية السابقة من المملكة والمتعلقة بالأسرى، ودعم الجهود الرامية لتثبيت الهدنة وتهيئة أجواء الحوار بين الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام ينهي الأزمة اليمنية.

وأوضح أن المبادرة تهدف لحث أطراف النزاع على دعم عملية تبادل الأسرى والمحتجزين وإنهاء هذا الملف انسجاماً مع القيم الإسلامية والمبادئ الإنسانية والتقاليد العربية الأصيلة ونصوص القانون الدولي الإنساني الواردة بنصوص وأحكام اتفاقية جنيف الثالثة للأسرى.

وأشار إلى أن قيادة القوات المشتركة للتحالف أنهت إجراءات إطلاق سراح الأسرى الـ104 بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتم نقلهم ومغادرتهم إلى صنعاء.

رغم هذه البادرة السعودية، إلا أن المليشيات الحوثية تنصّلت لهؤلاء الأسرى، وزعمت أنهم مغتربون، وليسوا أسرى.

التحالف ردّ على التنصل الحوثي، حيث صرح رئيس لجنة التفاوض المشتركة لدول التحالف للأسرى والمحتجزين اللواء الركن ناصر بن ثنيان، بأن ما يتم تداوله على لسان بعض القيادات بلجنة الأسرى التابعة للحوثيين وبعض منصات التواصل التابعة لهم من عدم الاعتراف بدفعة الأسرى 104 تزييف للحقائق ويمثل إجراء غير أخلاقي ولا إنساني.

وأضاف أنّ تزييف الحقائق بشأن مجموعة الأسرى من الدفعة الأخيرة بعملية تبادل الأسرى والمحتجزين امتداد لتنكر الحوثيين في استقبال عناصرها ومقاتليها بجولات سابقة، وامتداد لسلوك الحوثيين لمبادرات سابقة.

وأشار إلى أن ذلك يفسر انتقائية في الاعتراف باستقبال أسماء وشخصيات معينة ذات انتماءات اجتماعية وطبقية، وأن عدم الاعتراف ببعض الأسرى يأتي في سياق موقف الحوثيين الحالي من تغير التحالفات والولاءات الداخلية وانعكاسها على الأشخاص والمقاتلين الأسرى من هذه التحالفات والمكونات أو في سياق التهميش الاجتماعي العنصري والمناطقي.

التنصل الحوثي يكشف أن هناك حالة من التقلب في مواقف المليشيات الإرهابية، ويوثق خبث نوايا هذا الفصيل الإرهابي في التعامل مع الجهود التي تبذلها السعودية سعيا للتوصل إلى هدنة شاملة وتثبيت دائم لوقف إطلاق النار.

مبدأ التنصل راسخ في العقول الحوثية بشكل كبير، إذ تمارس المليشيات الإهابية تنصلا تجاه مختلف الالتزامات ما أحدث ترديا على مستوى القطاعات والملفات بما في ذلك الأوضاع الإنسانية التي شهدت تفاقما مفزعا على مدار الفترات الماضية.