إعلان حرب 1994.. ذكرى مشؤومة أحلّت الخراب والدمار للجنوب

الخميس 27 إبريل 2023 17:00:14
إعلان حرب 1994.. ذكرى مشؤومة أحلّت الخراب والدمار للجنوب

ذكرى مشؤومة تحل على الجنوب العربي اليوم الخميس، وهي ذكرى إعلان الحرب عليه في 27 أبريل 1994، من قِبل النظام اليمني الذي أطلق العنان لنفسه ليرتكب أبشع صنوف الانتهاكات والاعتداءات على الجنوبيين.

إعلان الحرب لم يكن مجرد إيذان بشن عدوان على وطن وتصفية شعبه وقواته ومؤسساته، بل كان تحركا من أجل سرقة وطن بأكمله.

الحرب المشؤومة التي قادها غير المأسوف عليه علي عبدالله صالح بالتنسيق مع المليشيات الإخوانية الإرهابية، جلبت الخراب والدمار للجنوب، وجعلته قيد احتلال غاشم مروع لا يزال يعاني الجنوبيون من ويلاته حتى الآن.

الحرب بمفهومها العدواني الغاشم استبقها النظام اليمني بإطلاق سلسلة من التحريض بعدما كرّس تنظيم الإخوان الإرهابي تحركاته لتكفير الجنوبيين واستحلال إراقة دمائهم، في خطوة كانت الأولى في سلسلة العدوان على الجنوب.

وعمد شيوخ الإخوان للقول إنه يجوز قتل الجنوبيين وسفك دمائهم واستباحة أرضهم ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم وتدمير وطمس كل ما يذكر أو يشير إلى دولة الجنوب، في واحدة من أخطر الجرائم التي عرفتها الإنسانية.

فتاوى تكفير الجنوبيين والتحريض على قتلهم تزامن معها إقدام النظام اليمني عبر أذرع الإرهاب، وتحديدا الإرهابي المدعو علي محسن الأحمر الذي تنقّل إلى عدة بلدان بينها أفغانستان لاستجلاب الإرهابيين تجهيزا لشن العدوان على الجنوب.

بعد التجهيز للعدوان على الجنوب، جاء يوم الإعلان في 27 أبريل 1994، وظهر علي عبدالله صالح في ميدان السبعين وألقى واحدا من أخطر خطابات التحريض وصناعة الإرهاب، والتي كان الهدف منها السطو على الجنوب وثرواته وإبادة شعبه.

نجحت الحرب الغاشمة فيما خُطِّط لها أن تكون، حيث عانى الجنوب ويلات الدمار والخراب وتعرضوا لاستهداف عنصري سواء من حيث الحرمان من الرواتب أو المناصب اعتمادا على سلاح التهميش الذي نخر في عظام الجنوب.

إحدى أهم الخطوات التي شملتها تلك الحرب الغاشمة تمثلت في تفكيك الجيش الجنوبي، وهو ما تجلّى منذ بدء حرب 1994، حيث تحركت القوات اليمنية المعتدية ضد مواقع القوات المسلحة الجنوبية، على نحو موسع ومتوحش، تخوفا من قدرتها على دحر الإرهاب، واكتمل الاستهداف بتقويض واستهداف القوات الجنوبية على مدار السنوات التي تلت الحرب لحرمانها من معالم القوة التي تفرض معادلة الأمن في الجنوب.

الاحتلال اليمني رفع في تلك الحرب الظالمة، شعار القضاء على كل ما هو جنوبي، وعمد إلى طمس الهوية الجنوبية بشكل كامل، كونه كان متخوفا وبشدة من انتفاضة جنوبية سترد على ذلك الاحتلال الغاشم، وقد بدأت الانتفاضة بالفعل، ولا تزال مستمرة حتى اليوم.