القاعدة يستقطب الإخوان.. قوى الإرهاب تمهد لمرحلة جديدة من استهداف الجنوب
يتحرك ما يُسمى بـ تنظيم القاعدة الإرهابي لضم المزيد من العناصر إلى صفوفه، وذلك لتعويض خسائره التي تلقاها أمام القوات المسلحة الجنوبية على مدار الفترات الماضية، وبهدف التمادي في استهداف الجنوب على صعيد واسع.
الحديث عن إصدار جديد بثته ما تعرف بمؤسسة الملاحم الإرهابية، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن، يتحدث فيه زعيم التنظيم، المتطرف المدعو خالد باطرفي، المكنى بأبي المقداد الكندي، وقد تناول التطورات السياسية الأخيرة وتحديدا الاتفاق السعودي الإيراني في محاولة لضم عناصر من تنظيم الإخوان إلى صفوفه لشن المزيد من العمليات الإرهابية ضد الجنوب.
المدعو باطرفي حاول الإيهام بأنّ التحالف العربي خسر الحرب أمام المليشيات الحوثية، ودعا بوضوح العناصر الحوثية والإخوانية للانضمام إلى صفوف التنظيم المتطرف.
تحركات تنظيم القاعدة على هذا النحو، مثّلت محاولة لتعويض الخسائر التي تلقاها التنظيم في الفترة الماضية، لا سيما أنّ القوات المسلحة الجنوبية شنت الكثير من العمليات على مدار الفترات الماضية التي ساهمت في تقويض حضور تنظيم القاعدة وكبّدته الكثير من الخسائر الميدانية.
وفي تكتيك ينم عن خبث تنظيم القاعدة، حاول المدعو باطرفي خداع القبائل وإيهامهم بالانضمام إلى صفوف التنظيم بزعم مجابهة المليشيات الحوثية وتعويض ما يزعم أنها خسارة للتحالف العربي، علما بأن تنظيم القاعدة الإرهابي في الأساس منغمس في علاقات تقارب مع الحوثيين، وعقد الطرفان عدة صفقات مشتركة.
لكن الرسالة الأكثر وضوحا أنّ تنظيم القاعدة دعا عناصر تنظيم الإخوان للانضمام بشكل مباشر وصريح إلى صفوفه، وغازلهم عبر لقطات يستهدف بها التنظيم عناصر تتبع القوات المسلحة الجنوبية، باعتبار أنّ كلا الفصيلين يركزان عداءهما المسعور على استهداف الجنوب.
هذا التحرك يشير إلى أنّ الفترة المقبلة قد تشهد مزيدا من التصعيد ضد الجنوب من قبل تنظيم القاعدة والمليشيات الإخوانية، باعتبار أنّ كلا منهما يحاول تعويض الخسائر الكبيرة التي تلقياها على يد القوات المسلحة الجنوبية في الفترة الماضية.
يحتم هذا الواقع، ضرورة التأهب العسكري لحسم أي مواجهة قد تفرض نفسها على الجنوب في الفترة المقبلة، علما بأنّ القيادة الجنوبية أكّدت في العديد من المناسبات التزامها بالعمل المستمر على مكافحة الإرهاب وتطهير الجنوب وحسم المعركة وفرض الأمن والاستقرار فيه.