من لم يأتِ إلينا سنذهب إليه
رأي المشهد العربي
"من لم يأتِ إلينا سنذهب إليه".. تلك مقولة شهيرة أدلى بها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عبّر خلالها عن واحدة من أهم سياسات القيادة الجنوبية، وهي الانفتاح على كل الأطراف والآراء والمواقف طالما أنها مجتمعة على قضية الوطن وثوابته.
اليوم، وبينما تشهد العاصمة عدن عُرسا ديمقراطيا فريدا من نوعه، وهو تنظيم اللقاء التشاوري الجنوبي والحوار الوطني، فإنّ هذا الحراك السياسي الفريد والأصيل هو ترجمة فعلية وحقيقية للمقولة الشهيرة للرئيس الزبيدي الذي يقود قضية الوطن العادلة في طريقها الصحيح.
كلمة الرئيس الزُبيدي في هذا الحدث الكبير، تضمنت إشارة واضحة إلى مدى هيمنة ثقافة الحوار على استراتيجية عمل المجلس الانتقالي، فقد جدد الرئيس القائد دعوته للحوار مع الجميع دون استثناء أحد، وأكّد أن هذا موقف ثابت آمنت به القيادة دون تغيير.
اللقاء التشاوري الذي تستضيفه العاصمة عدن، نقطة فارقة وتاريخية في مسار قضية شعب الجنوب، ويؤسس لمرحلة جديدة من النضال السياسي الذي يخوضه الجنوبيون بقيادة المجلس الانتقالي سعيا لاستعادة الدولة المسلوبة من قِبل قوى الاحتلال والطغيان.
اللقاء التشاوري ليس حلبة مبارزة لتغليب مصلحة أحد أو على حساب آخر، لكنه منصة جامعة شاملة يجتمع فيها الجنوبيون على كلمة واحدة، وهي استعادة الدولة وفك الارتباط.
ولأنّ الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية، فإنّ المجلس الانتقالي أبدى انفتاحا كبيرا على مختلف الأطياف الجنوبية، لسماع الرؤى التي تطرحها والأفكار التي تثيرها انطلاقا من أرضية وطنية ثابتة وراسخة.
حرص القيادة السياسية على جمع الجنوبيين في هذا المشهد المهيب يعكس أهميته القصوى في ضرورة اتخاذ قرارات جذرية للمساهمة في استعادة دولة الجنوب، وهو ما يتجلى في الميثاق الوطني الذي يعايد به المجلس الانتقالي على شعبه.
النقطة التاريخية التي يقف عندها الجنوب الآن، تجعل مرحلة ما بعد اللقاء التشاوري لن تكون كما كانت قبله، وسيتم البناء عليها بعدما قرر الجنوبيون تشكيل جبهة داخلية صامدة تقف في وجه الاستهداف الذي يتعرض له الوطن؛ تصديا للمؤامرات التي سعت لضرب الصف الجنوبي.