29 عاما على إعلان فك الارتباط.. الخطوة الأولى في مسار استعادة الدولة
29 عاما كاملة مرّت على إعلان الجنوب العربي فك الارتباط، ففي مثل هذا اليوم من عام 1994، وضع الجنوب حجرا أساسيا في مسار استعادة دولتهم ودحر قوى الاحتلال اليمني.
إعلان فك الارتباط في 1994 جاء في أعقاب شن مؤامرات من قبل قوى الاحتلال اليمني، تضمنت ارتكاب أبشع صنوف الإرهاب والإجرام من قتل ونهب وتدمير شامل لكل المؤسسات، مع تسريح كل الكوادر السياسية والعسكرية.
كما أن الحرب الظالمة التي تعرض لها الجنوب العربي رفعت شعار الهوية، فشنت قوى الاحتلال صنوفا واسعة من الاستهداف ضد كل ما هو جنوبي.
الحرب الظالمة التي تعرض لها الجنوب، والتي أطلقت تحت شعارات الوحدة المشؤومة، كانت خلفيتها فتاوى النار والإرهاب التي أطلقها تنظيم الإخوان الإرهابي الذي وظّف عناصر ينصبون أنفسهم كدعاة باسم الدين، واستباحوا دماء الجنوبيين وقتلهم وتكفيرهم.
في مثل هذا اليوم قبل 29 عاما، وضع الجنوب نقطة جديدة في مسار نضاله وقرر إعلان فك الارتباط، ومنذ ذلك الوقت برهن الشعب الجنوبي أنها يواصل مسار النضال، وهو المسار الذي لا يعرف مُطلقا معنى الخضوع والاستسلام.
منذ إعلان فك الارتباط، انخرط الجنوبيون في نضال شامل ضد المحتل اليمني بكل الطرق الممكنة، وهو نضال قدّم الجنوبيون خلاله سلسلة كبيرة من التضحيات وقائمة طويلة من الشهداء، الذين رسموا لوحات فريدة في التضحية من أجل الوطن.
إعلان فك الارتباط في ذكراه التاسعة والعشرين، أشعل فتيل الجنون في معسكر المحتل اليمني، الذي كثف من وتيرة إجرامه وإرهابه ضد الجنوب منذ ذلك الوقت.
ومع توالي تلك الاعتداءات الغاشمة، فإنّها لم تستطع أن تؤتي من الجنوبيين ونضالهم، بل برهن الشعب الجنوبي أنه متمسك بهذا المسار لتحرير أراضيه من بطش الاحتلال.
هذا النضال الممتد هو السبب الرئيسي والعامل الأساسي الذي مكّن الجنوبيين من تحقيق العديد من المكاسب الوطنية، التي جعلت الجنوب الآن يقف على أرضية صلبة وقوية.
هذه الأرضية الراسخة عمادها المكاسب التي حقّقها الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي التي جعلت قضية شعب الجنوب المتمثلة في استعادة الدولة جزءا من مسار الحل السياسي القادم.