الجنوب.. من الثورة إلى الدولة
رأي المشهد العربي
رسخت التطورات السياسية الأخيرة في الجنوب، والتي بدأت بالحوار الوطني ثم انعقاد اللقاء التشاوري وإقرار ميثاق الشرف الوطني وصولا إلى انعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، مدى الجدية والتطور الذي يخطوه الجنوب في مسار استعادة الدولة.
المجلس الانتقالي وهو يحمل تطلعات الشعب الجنوبي، ويعبّر عن حق شعبه الأصيل في استعادة دولته، فقد نجح في تشكيل حس ثوري أصيل يتضمن وعيا قويا وصامدا لتقوية الجبهة الوطنية الداخلية في دحر التحديات.
الآن، يخوض الجنوب مرحلة مُكملة قوامها يتمثل في العمل على استعادة الدولة ليس من خلال حسا ثوريا وحسب، لكن من خلال عمل فعلي يتضمن اتخاذ خطوات جادة على الأرض.
المجلس الانتقالي بادر بخطوة بالغة الأهمية في هذا المسار، وهو الذي جمع الجنوبيين وراء المشروع الوطني الشامل والجامع وهو استعادة الدولة بكامل حدودها.
هذا التجمع الجنوبي الفريد تجلّى في العديد من المظاهر، وأحدث هذه المظاهر تجلّى في الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، التي جاء انعقادها في مدينة المكلا ليحمل دلالة كبيرة على أن الجنوبيين كلهم جسد واحد لا يتآكل أمام التحديات.
الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، حرص على إيصال رسالة كرّرها مرارا، وهي دولة الجنوب الديمقراطية، بمعنى أنّ الجنوب بكل ولكل أبنائه، فلا مكان للتهميش ولا الإقصاء.
هذه السياسات التي اتبعها المجلس الانتقالي، والتي أكّدها مجددا الرئيس الزُبيدي من قلب حضرموت، تجلت في دعوة الجميع للحديث، عندما قال الرئيس القائد إن سكوت أحد غير مقبول.
طرح الجنوبيين لمختلف الرؤى والأطروحات وحرص المجلس الانتقالي على سماعها ومناقشتها والأخذ بها حال انسجامها مع صالح المشروع القومي الوطني، يعني أنّ الجنوب يمضي على طريقه الصحيح حتى استعادة الدولة، ليكون شعار المرحلة الحالية هو أن الجنوب يبني دولته الجديدة.