ذكرى تحرير الضالع.. أيقونة استعادة الدولة
رأي المشهد العربي
تمثّل معركة الضالع التي يحتفي الجنوبيون بذكرى مرور ثماني سنوات على تحريرها (25 مايو)، أيقونة قوية وراسخة للمسار الذي ينتهجه الشعب في الوقت الحالي من أجل استعادة دولته.
فقبل ثماني سنوات، كان الجنوبيون على موعد مع انتصار أسطوري قاده الرئيس عيدروس الزُبيدي، الذي يعود له الفضل فيما تحقق من إنجاز كبير وهو على رأس رجال المقاومة الجنوبية في العام 2015.
هذا الانتصار كان له الكثير من الدلالات، لعل من أبرزها أن أعطى إشارة البدء لدحر مليشيات الحوثي الإرهابية، فكانت الضالع أول مدينة تلفظ المشروع الإيراني الفارسي وتوجه له ضربات قاضية متتالية، بعدما نجح أشاوس الجنوب في حسم المعركة رغم شح الإمكانيات.
أشعل ذلك الانتصار العظيم، حماسة الجنوبيين، وأعطى لهم رسائل وإشارات مفادها أنهم قادرون على تحرير أراضيهم من المد الفارسي، وقد تحقق ذلك بالفعل، فقد كان تحرير محافظة الضالع شرارة الانطلاق من أجل تحرير الجنوب من قوى صنعاء الإرهابية.
انتصار الضالع وما تلاه من انتصارات متتالية في مختلف الجبهات الجنوبية، كان له الفضل الأكبر والأبرز في أن يعيش الجنوب وضعا مغايرا على صعيد النضال الوطني وفي مسار استعادة الدولة.
فمنذ تلك اللحظة، أي تحرير الضالع، نجح الجنوب في فرض دعائم الاستقرار الأمني في منطقة تلو الأخرى، وهو ما قاد الجنوب للانتقال إلى مرحلة أخرى، أسّست لبنات العمل الوطني وتقوية مؤسسات الدولة، لتكون قادرة على استعادة الدولة، وهو ما تجلى في عديد المكاسب التي حققها الجنوب من قِبل المجلس الانتقالي، بقيادة الرئيس الزُبيدي الذي يتغنى به الجنوبيون، نعم القائد، ونعم الرئيس.