الضالع أول مدينة تُسقط المشروع الفارسي.. الجنوب يقهر الإرهاب
مع مرور ثماني سنوات على تحرير محافظة الضالع، من المليشيات الحوثية الإرهابية، حملت تلك المعركة الكثير من الدلالات التي ستظل خالدة في أذهان الجنوبيين.
تلك المعركة التي حسمها الجنوبيون في 25 مايو 2015، بعد جهود ملحمية قادها وأدارها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي وهو على رأس المقاومة الجنوبية، مثّلت أول انتصار على المشروع الفارسي الإيراني.
لم تكن تلك المعركة استثناء عمّا جرى على مدار السنوات الماضية، حيث واصل الجنوب نجاحاته العسكرية المتواصلة في الحرب على المليشيات الحوثية، وهي الذراع الإيرانية التي حرّكتها إيران لاستهداف المنطقة بأكملها.
انتصارات الجنوب توالت في العديد المعارك ولفظت المليشيات الحوثية من الجنوب، بل وأيضا في مناطق عدة باليمن رغم خطابه المعادي ضد الجنوبيين، في تأكيد على أنّ الجنوب خاض المعركة ضد الإرهاب بأقصى درجات النُبل والشهامة.
وسيظل التاريخ متوقفا عند ما جرى في 2018، عندما كانت القوات الجنوبية تتقدم لدحر المليشيات الحوثية وكانت على بعد كيلو مترات فقط من ميناء الحديدة، إلا أنّ النظام اليمني أو ما كان يُعرف بالشرعية ذهب للتفاوض مع الحوثيين، فوقِّع اتفاق السويد الذي أعطى المليشيات الحوثية فرصة لالتقاط الأنفاس ثم عاودت شن الإرهاب الضاري.
وقد كان دحر المليشيات الحوثية من ميناء الحديدة كما كانت القوات الجنوبية تتقدم في هذا المسار، كفيلا بتقويض المليشيات الحوثية، نظرا لاعتمادها الكامل على الحديدة في الحرب الشاملة سواء من حيث التحرك الجغرافي أو على صعيد إمدادها بالأسلحة.
بالعودة للجهود الجنوبية، فإنّ واقع الجبهات على مدار الفترات الماضية أعطى دلالة كبيرة على أنّ الجنوب هو الأكثر التزاما بالحرب على المليشيات الحوثية والتصدي للمخطط الإيراني الفارسي انخراطا مع التحالف العربي في هذه الجهود.
الجنوب أثبت أنه الحليف الموثوق فيه والأكثر قدرة على دحر المليشيات الحوثية، ولم يكن ذلك مُجرد شعارات أو عبارات، لكن واقع الميدان أثبت أن الجنوب هو الحليف الصادق بجانب التحالف العربي في الحرب على المشروع الإيراني المشبوه.
واقع الميدان هذا تجلى فيما حدث في جبهة الضالع قبل ثماني سنوات، وما تلاها من عمليات عسكرية خاضها الجنوب ولا يزال يخوضها لقصقصة أجنحة الإرهاب على كل المستويات.
وفيما لا تزال تلك المواجهة مستمرة حتى الآن، وأنّ الجنوب لا يزال يخوضها بحزم وحسم فإنّ هناك حاجة مُلحة لدعم الجنوب نظرا لأن ما يبذله من جهود هو أمرٌ يدعم الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.