رسالة لليمنيين .. نضال البيانات لن يرسخ الاحتلال
رأي المشهد العربي
في الوقت الذي تتجاهل فيه قوى صنعاء وتحديدا المليشيات الإخوانية، الحرب على المليشيات الحوثية فإنّها تعتمد فقط على "البيانات"، سواء تلك التي تدعي بها مواجهة الحوثيين أو تلك التي تستهدف الجنوب وحق شعبه في استعادة دولته.
القوى اليمنية بقيادة المليشيات الإخوانية، تركز دائما على البيانات، فعند ورود أي لفظ يخص الوحدة المشؤومة في أي بيان صادر عن قوى إقليمية أو دولية، فإنّ اليمنيين يعتبرون ذلك انتصارا كبيرا.
يلاحظ هذا الأمر في إطار أي تعامل إخواني مشبوه مع أي بيان صادر عن الاجتماعات التي تُعقد على مستوى ثنائي أو متعدد، حيث لا يتم التركيز إلا على لفظ "الوحدة" إذ تم ذكرها.
هذا التركيز الإخواني يمثل محاولة للإسقاط على الجنوب، في محاولة للتصوير بأن المجتمع الدولي أو الأطراف الإقليمية، وفق البيان الذي يتم التعامل معه، يتخذ موقفا مناهضا لحق الجنوبيين في استعادة دولتهم.
حزب الإصلاح الإخواني يعتبر نفسه بهذا الطرح يكون قد حقق انتصارا على الجنوب، وكأن حق الجنوبيين في استعادة دولتهم وتحرير أراضيهم يخضع لوصاية أي طرف سواء إقليمي أو دولي.
وفيما يمارس اليمنيون بقيادة تنظيم الإخوان، هذا الأمر على الصعيدين السياسي أو الشعبي، فإنّ الجنوب انتهى من مساره في هذا الصدد، وحسم موقفه بأنه لم يرضخ تحت الابتزاز، وسيظل محتفظا بحقه في استعادة دولته.
هذا التمسك الجنوبي يعني أنّ حديث أي طرف عن تلك الوحدة المشؤومة لن يغير شيئا من المشهد الراهن، فلا مجال لتجاهل الوضع القائم على الأرض، وتحديدا في كوْن الجنوب مُحررا أمنيا وسياسيا، ومن ثم سيتمسك بحقه في تحقيق كل تطلعاته المتمثلة تحديدا في استعادة الدولة وفك الارتباط.