رسائل حوثية تعرقل جهود السلام
بعثت المليشيات الحوثية برسائل واضحة للمجتمع الدولي، بأنها لن تكون طرفا مشاركا في عملية السلام، وستظل جزءا من التردي الشامل الذي أصاب المشهد برمته.
لا تقتصر الإجراءات الحوثية على التصعيد العسكري، إلا أنّها تعمّد إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية خطيرة تمس الوضع المعيشي للسكان بشكل مباشر.
تتمثل الإجراءات الحوثية، في إرغام التجار على تحرير تعهدات بوقف استيراد البضائع عبر الموانئ التي لا تخضع لسيطرة المليشيات، وتحويل وارداتهم عبر موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرتها.
يُضاف إلى ذلك أيضا أن المليشيات الحوثية الإرهابية أقدمت أيضاً على منع دخول شحنات غاز الطبخ، وذهبت لاستيراد هذه السلعة من الخارج.
وأقدمت المليشيات الحوثية في الوقت نفسه، على إرغام السكان على شرائها بزيادة تصل إلى 70 % على سعر الغاز المنتج محلياً.
هذه الممارسات الحوثية المشبوهة، جاءت ردا على خطوة كان من المفترض أنها تأتي برد فعل مغاير، وذلك بعدما تمت مضاعفة الرحلات التجارية من مطار صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمّان بواقع ست رحلات في الأسبوع بدلاً من ثلاث رحلات.
هذه الخطوة التي هدفت إلى محاولة إحداث حلحلة على الأرض في ظل التعقيدات القائمة على الأرض في الوقت الحالي، إلا أنّ المليشيات الحوثية تمادت في صناعة الإرهاب على كل المستويات سواء أمنيا أو معيشيا.
يعني ذلك أنّ هناك إصرارا حوثيا على عدم إتاحة الفرصة وتهيئة المجال أمام تحقيق الاستقرار الشامل، وتحقيق حل سياسي شامل ومستدام.
الإصرار الحوثي على إفشال أي مسار سياسي يتطلب أن يتم بموجبه الضغط على المليشيات الحوثية الإرهابية وتفادي تقديم أي تسهيلات لهذا الفصيل الإرهابي.