الجنوب يمضي نحو التحرر
رأي المشهد العربي
"سيادة الجنوب على مؤسساته".. هي واحدة من أهم المكتسبات التي حققها المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، وهو يحمل على عاتقه تطلعات الجنوبيين نحو استعادة دولتهم، بجانب تحسين أوضاعهم المعيشية.
لا صوت يعلو حاليا في الجنوب، فوق قرار أحمد حامد لملس وزير الدولة، محافظ عدن، بوقف توريد الإيرادات إلى البنك المركزي ، في خطوة باركتها هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، ودعت محافظي محافظات الجنوب لاتخاذ خطوة مماثلة.
القرار الذي لا تتوقف ردود الأفعال المُرحبة به، حمل الكثير من الدلالات، لعل أهمها وأبرزها يتمثل في سيادة الجنوب على مؤسساته، وأن لديه القدرة على اتخاذ أي قرار من شأنه أن يلبي مصالح شعبه.
الجنوب الآن يعيش مرحلة ثورية بامتياز، يتخذ فيها الإجراءات اللازمة لضمان تحقيق تطلعات شعبه، ولا توجد أي خطوط حمراء أمام القيادة طالما أن الأمر يتصل بالمصالح القومية الجنوبية والتي لها تأثيرات وجودية.
فمن غير المقبول مثلا، أن يعيش الجنوبيون في ظل أعباء متفاقمة تصنعها منظومة فساد متكاملة، تمنحها حكومة معين عبدالملك الحصانة الكاملة، بينما يملك الجنوبيون ثروات يمكن أن تتيح لهم حياة آمنة مستقرة.
قرار الوزير لملس هو بمثابة رسالة سياسية بأن الجنوب لن يصمت طويلًا إزاء الاستهداف الشامل الذي يتعرض له، وأن هناك إصرارا كاملا على تحرير مؤسساته من براثن الفساد، وتلك رسالة مهمة موجهة لكل من يهمه الأمر، والتي مفادها أنّ الجنوب مُقبل على التحرر الكامل.