ثوابت الجنوب الراسخة.. تآخً وحسن جوار وإصرار على استعادة الدولة
في الوقت الذي يواصل فيه المجلس الانتقالي برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، حمل لواء قضية شعب الجنوب وتطلعاته من أجل استعادة دولته، فإنّ هناك مبادئ رسّخها الجنوب في إطار التعامل مع هذه التحديات أهمها أن الجنوب لا يقبل وصاية أحد.
الرئيس القائد الزُبيدي أكّد وشدد على هذا المبدأ، خلال الحوار الذي أجراه مع شبكة بي بي سي البريطانية، وذلك ضمن جولته المهمة في العاصمة لندن، والتي تخللها الكثير من الفعاليات واللقاءات.
خلال المقابلة، جدّد الرئيس الزُبيدي التأكيد على تمسّك المجلس الانتقالي الجنوبي، بكافة أهداف شعب الجنوب.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس القائد إن هناك ثلاثة خيارات ليقرر الشعب مصيره بنفسه، دون وصاية، سواء أراد دولة جنوبية مستقلة على حدود العام 1990م، أو دولة اتحادية، أو الاستمرار في الوحدة.
وأضاف أن هناك عملية سياسية شاملة تجري، واتفاق داخل مجلس القيادة الرئاسي على طرح قضية الجنوب بإطار خاص، منوها إلى أن إقامة دولة الجنوب سيحقق مكاسب لجميع الأطراف بما فيها الأشقاء في اليمن الشمالي.
تصريحات الرئيس الزُبيدي تحمل قدرا كبيرا من التكاملية، فهي من جانب تضمنت التأكيد على أن الجنوب عازم على مواصلة طريق تحقيق تطلعاته التي وضعها لنفسه من دون إملاء من أي طرف من الأطراف.
وفي الوقت نفسه، فإنّ تحرك الجنوب في هذا الصدد يظل محميا بمبدأ اللا وصاية على شعبه، فأي خطوة مستقبلية يُستفى عليها الجنوبيون سيخرج الأمر معبرا عن إرادة جنوبية متكاملة من دون ضغط أو تدخل من أحد.
تصريحات الرئيس الزُبيدي تحمل أيضا قدرا من الرصانة والانفتاح، وخالية من العدائيات، وهو نهج يمضي فيه المجلس الانتقالي منذ تأسيسه، فمن جانب يتبع حزما وحسما في مجابهة التهديدات، وفي الوقت نفسه يبدي حرصا على التآخي طالما لا يتضمن الأمر مساسا بالجنوب وقضية شعبه.
ثوابت الجنوب التي عبر عنها الرئيس الزُبيدي على هذا النحو، يتم البناء عليها في كبح جماح مختلف صنوف التحديات، وتشكل علامة فارقة في تحصين الجنوب من أي مخاطر يتعرض لها، وفي الوقت نفسه تعكس حرص القيادة الجنوبية على انتهاج الحلول والمسارات السلمية من أجل تسوية أي خلافات أو نزاعات.