الجنوب في العيد.. أعباءٌ وتحديات وإرادة عظيمة
رأي المشهد العربي
عيد أضحى جديد يحل على الجنوب هذا العام، ولا يزال الشعب الأبي الصامد يُكافح التحديات، ويتحرك على كل المستويات للمضي قدما في مسار استعادة الدولة وفك الارتباط.
الأحوال المعيشية تتصدر أوجاع الجنوب في الفترة الحالية، فبعدما تخلت الحكومة عن واجباتها والتزاماتها، يواجه الجنوبيون معاناة قاتمة في كل القطاعات، وتحديدا أزمة الكهرباء التي تنغّص على المواطنين حياتهم، في وضعٍ زاد سوءا وترديا مع حلول فصل الصيف بارتفاعات حادة في درجات الحرارة.
القيادة الجنوبية تكافح من أجل تحسين الأوضاع المعيشية، وتبذل جهودا مضنية في هذا الصدد نظرا لأهمية هذا الملف بحثا عن الاستقرار الشامل، وفي الوقت نفسه، وفيما يئن الشعب الجنوبي من معاناة شديدة، ويبدي فيها غضبا حادا من ممارسات الفساد التي تغذي الأزمات، فإن الشعب في الوقت نفسه عازم على مواصلة الطريق وكبح جماح التحديات حتى استعادة الدولة.
التحديات التي يعيشها الجنوب العربي تبدو متعمدة بشكل كبير، وتستهدف من خلالها قوى صنعاء الإرهابية إغراق الجنوب بين براثن طيف كبير من التحديات على كل المستويات، ويبقى الهدف الثابت هو تعطيل المسار السياسي وعرقلة تحركات الجنوب عن مسار قضيته الوطنية.
عيد الأضحى يحل هذا العام أيضا في فترة يموج فيها الجنوب بالعديد من التحديات، لا سيما أنّ قوى صنعاء الإرهابية تستهدف تهميش حضور الجنوب السياسي، في المفاوضات، بجانب اتخاذها إجراءات استفزازية تستهدف من خلالها دفع الجنوب نحو مربع الفوضى الشاملة.
إزاء هذه التحديات، فإنّ الشعب الجنوبي يثق في قيادته السياسية على قدرتها الكاملة على كبح جماح التحديات، وهو ما أكّده الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في رسائله التي بعث بها للشعب بمناسبة حلول عيد الأضحى.
الرئيس أكّد أن الشعب الجنوبي لم ولن يسمح بأي ترتيبات سياسية، أو اقتصادية، أو عسكرية تمسّ جوهر قضيته ومصالحه الوطنية، أو تجاوزه في أي حلول مستقبلية.
هذا المبدأ الثابت والراسخ هو الذي يُحرك الجنوب قيادةً وشعبًا، ويبقى عنوانه الأبرز لا قبول بتهميشه أو إقصائه.