سوء التغذية.. الغول المتوحش الذي صنعته الحرب الحوثية
تتواصل التحذيرات الدولية من خطر الأزمة الإنسانية التي أحدثتها الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، والتي تتجلى في العديد من صور المعاناة، بينها سوء التغذية.
ففي إطار هذه الأزمة ذات المعاناة الصارخة، حذرت المفوضية الأوروبية من زيادة كبيرة في حالات سوء التغذية في اليمن خلال الأشهر المقبلة؛ جراء استمرار تفاقم انعدام الأمن الغذائي وضعف الخدمات الصحية وفجوات التمويل الإنساني.
وقالت المديرية العامة للحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية في المفوضية (ECHO) في تقرير لها، إن شركاءها أبلغوها بزيادة حالات سوء التغذية في العديد من المحافظات اليمنية منذ بداية العام 2023، مع توقعات بزيادة أخرى في موسم الذروة بين شهري يونيو وسبتمبر.
وبحسب التقرير، فإن الزيادة المتوقعة تمثل نتاجا طبيعيا لعدة عوامل، أهمها تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وعدم كفاية خدمات الرعاية الصحية الأولية، وتفشي الأمراض المرتبطة بانخفاض تغطية التطعيم، وتناقص التمويل الإنساني.
وبلغ تقزم الأطفال معدلات مرتفعة للغاية، حيث تصل إلى ما نسبته45.1%، إضافة إلى أن نحو 24% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من الهزال الشديد في المناطق الأكثر تضرراً من أزمة انعدام الأمن الغذائي.
ووفق التقرير، فإن هناك تفشيا للأمراض المرتبطة بانخفاض تغطية التطعيم لدى الأطفال، خاصة حالات الحصبة التي سجلت زيادة حادة، حيث أن غالبية المرضى الذين تم علاجهم من الحصبة هم من الأطفال دون سن أربع سنوات.
تحذير المفوضية الأوروبية، يعقب تقريرا كان قد صدر عن منظمة الصحة العالمية، وتحدث عن رصد 23850 حالة إصابة بالحميات والفيروسات المرتبطة بضعف حملات التطعيم خلال الربع الأول من العام الجاري.
ومن بين الحالات التي تم رصدها، 13 ألف حالة حصبة، و8770 حمى الضنك، بالإضافة إلى 2080 حالة كوليرا مشتبه بها، فيما من المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير.
يُشار إلى أن سوء التغذية يشمل نقص التغذية، الهزال (انخفاض الوزن بالنسبة إلى الطول)، والتقزّم (قصر القامة بالنسبة إلى العمر)، ونقص الوزن (انخفاض الوزن بالنسبة إلى العمر)، ونقص الفيتامينات أو المعادن، وفرط الوزن، والسمنة، والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي.
وتتعرض النساء والرضع والأطفال والمراهقون بصفة خاصة لمخاطر سوء التغذية، في حين يُعظم الفقر مخاطر الإصابة بسوء التغذية والمخاطر التي تنتج عنه.
والأشخاص الذين يعانون من الفقر أشد تعرضاً للإصابة بمختلف أشكال سوء التغذية. كما أن سوء التغذية يزيد من تكاليف الرعاية الصحية، ويحد من الإنتاجية ويبطئ النمو الاقتصادي، ما قد يؤدي إلى حلقة لا نهائية من الفقر واعتلال الصحة.