حرب الإصلاح في تعز.. تطهير عرقي ضد السلفيين
رأي المشهد العربي
تواصل مليشيات حزب الإصلاح الذراع السياسية لإخوان اليمن عمليات تطهير على أساس طائفي ضد الحركة السلفية المقاومة لمليشيا الحوثي الانقلابية بمدينة تعز، وذلك من أجل فرض سيطرة الإصلاح على المدينة التي لم تحرر من الحوثيين بشكل كامل، الأمر الذي يشير إلى العلاقة الآثمة بين الإصلاح والحوثي.
وقُتل خلال أسبوع من بداية حرب الإخوان العرقية ضد السلفيين أكثر من 50 قتيل و88 جريح، حيث استخدم الإخوان المدفعية والدبابات لقصف مواقع السلفيين ولم يوجهوا قذائفهم ضد مليشيات الحوثي.
واتهمت مصادر أمنية بتعز الإخوان المسلمين بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 36 مقاوم سلفي خلال استهداف أطقم تابعة للسلفيين بصواريخ حرارية قُدمت للإخوان لغرض إطلاقها على الحوثيين فأطلقوها على المقاومة السلفية.
وأضافت أن ما يجري بتعز هو جريمة تطهير عرقي ضد السلفيين لم تشهدها اليمن من قبل الا مرة واحدة في منطقة دماج بصعدة عندما شنت مليشيات الحوثيين عملية تطهير وتهجير طائفي ضد السنة السلفيين.
وتعرض خلال الثلاث السنوات الماضية ما يزيد عن 60 قياديا ومقاوما سلفيا للتصفية والاغتيال على أيدي مسلحين ينتمون لحزب الإصلاح، وذلك في إطار تمهيد الإصلاح لشن حربه التي تجري حاليا ضد السلفيين.
وقتل وأصيب خلال المعارك الدائرة منذ أيام بهجمات شنتها مليشيات الإصلاح على مواقع السلفيين الذين اضطروا للدفاع عن أنفسهم من اعتداءات حزب الإصلاح.
وبدأ استهداف السلفيين سنة 2013، عندما حاصرت مليشيا الحوثي مدينة دماج في محافظة صعدة (شمال غرب)، وشنت حرباً على سكانها المسالمين (نحو 10 الآف نسمة) لكونهم يختلفون معهم في الفكر والعقيدة، وسط موقف متخاذل من السلطات الرسمية وقتذاك، التي اكتفت بتسهيل خروج السلفيين في عملية تهجير قسري هي الأولى في تاريخ اليمن الحديث.
وقد شارك السلفيون بقوة ضمن المقاومة، وكانوا جزءاً مهماً من التلاحم الشعبي ضد الانقلابيين المدعومين من إيران؛ حيث كان لهم دور في تحرير عديد المناطق خصوصاً في عدن وتعز والبيضاء وصعدة.
ومنذ مطلع أغسطس 2016 وحتى عام 2018، اغتيل نحو 17 قيادياً سلفياً بارزاً في عدن ولحج القريبة منها، فضلا عن مقتل العشرات من عناصر المقاومة السلفية علي يد مسلحين من حزب الإصلاح في الموجهات الأخيرة التي تنوعت بين إطلاق الرصاص، والعبوات الناسفة، والاختطاف والتعذيب حتى الموت.
وجاءت الاشتباكات الحالية على خلفية قيام عناصر حزب الإصلاح المدعومة من ألوية الجيش بنصب كمين لقيادي سلفي أدى إلى إصابته ومقتل 2 من مرافقيه بجروح.
واستطاع حزب الإصلاح بتحويل دفة القتال ما بين المقاومة السلفية والحوثيين إلى قتال بين المقاومة ومسلحي حزب الإصلاح وهذا يؤكد حديث الكثير من أبناء تعز أن حزب الإصلاح بالمحافظة يساعد مليشيات الحوثيين على السيطرة على المحافظة.
وكشفت وقائع تعز أن التصعيد الجاري بالمدينة يأتي لغرض ابتزاز التحالف العربي وخلط الأوراق بالتزامن مع اقتراب الأمم المتحدة من تحقيق سلام شامل في اليمن سيكون حزب الإصلاح خارج إطار العملية السياسية القادمة في اليمن.
وعمل الإصلاح أكثر من مرة على التآمر على أي إنجاز عسكري في المحافظة، وتسهيل سقوط مواقع مجدداً بيد الحوثيين بعد تحريرها، كما حصل بعد تحرير القصر الجمهوري في المدينة، الذي سقط وتحرر أكثر من مرة، ودائماً يرجع الإخوان سبب سقوطه وعدم تحرير مناطق كثيرة في تعز لعدم توفر الدعم الكافي لهم.
وأثبت التحالف العربي عدم مصداقية حجج الإصلاح، وأكد على ذلك رئيس الوزراء اليمني السابق بحاح، الذي تحدث عن استلام المقاومة في إحدى المرات فقط مبلغ ٣٠٠ مليون ريال سعودي، وهو المبلغ الذي اعترف أحد قادة المقاومة المنتمين للإخوان باستلامها ساخراً من ضآلة المبلغ، رغم علمه أن هناك دفعاً أخرى كثيرة من الدعم المالي واللوجيستي قد استلمه الجيش واستلمتها لمقاومة واستلمه هو من قبل، وذهبت جميعها أدراج الرياح.
مع ذلك لم يسلم رئيس الوزراء السابق من تخوين الإخوان له، وشن حملة إعلامية شرسة ضده، اتهموه فيها بعرقلة تحرير تعز وربطوا تحرير تعز بإقالته، ورغم أنه تحقق لهم ما يريدون، لكن الوضع بعد إقالته لم يتغير لا في تعز ولا في مختلف الجبهات التي سيطروا على قيادتها.
ودائما تقفز الأجندات الخاصة لإخوان اليمن إلى الواجهة عند الحديث عن تحرير تعز، وتقوم في كل مره بأعمال إجرامية من أجل تنفيذ أجنداتها المرتبطة بقوى إقليمية ودولية
ويضع حزب الإصلاح دائما العثرات والعراقيل أمام أي تحركات حقيقية لإنقاذ المحافظة من براثن الوحشية الحوثية، التي تطوّق تعز وتنهش أبناءها من خلال السياسة الممنهجة التي تتبعها لقصف التجمعات المدنية.
وتتضافر أهمية تعز الاستراتيجية، كأكبر محافظات اليمن سكانا ومركزا ثقافيا وسياسيا هو الأبرز، مع مطامع وأجندات خفية ومعلنة للجماعات المسلحة التي تسعى للاستئثار بها وتحويلها إلى وسيلة من وسائل الصراع السياسي والعسكري.
على أية حال وفقا للمعطيات على الأرض فإن سيطرة الإخوان تتصاعد في تعز يوما بعد الآخر، وذلك من خلال السيطرة على مفاصل المدينة عسكريا وإدارياً من خلال توظيف المئات من التابعين لهم بهدف التحكم بالمدينة مستقبلا، ويدعم ذلك سياسة الإخوان الإعلامية التي تهاجم بها خصومها بفجور وحتى التحالف لم يسلم من ذلك من أجل تشويه جهوده في اليمن.