خطاب المجلس الانتقالي في فعاليات يوم الأرض.. المواجهة مستمرة
انسجام واضح وكبير بين مطالب الشعب الجنوبي التي تم التعبير عنها في فعاليات يوم الأرض، مع الموقف السياسي الذي يبديه المجلس الانتقالي، وهو يتعامل مع سيل كبير من التحديات.
ففي إطار المهرجان الكبير الذي شهدته محافظة حضرموت، إحياء ذكرى يوم الأرض المخصص في 7 /7، وهو اليوم الذي تعرض فيه الجنوب لحرب 1994 الظالمة، جدّد المجلس الانتقالي التأكيد على سياساته واستراتيجيته التي تمثل استجابة فورية لمطالب الجنوبيين، ومن ثم حمل لوائها على مختلف المستويات.
رسائل المجلس الانتقالي بعث بها العميد الركن سعيد أحمد المحمدي رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في محافظة حضرموت، الذي ألقى كلمة شديدة الأهمية،نقل في مستهلها للمحتشدين تحيات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس.
في كلمته، أكّد العميد المحمدي أهمية إحياء هذه الذكرى لتذكير الجميع بأن الشعب مصمم على المضي قدما لاستكمال تحقيق أهدافه في التحرر والاستقلال وإقامة دولته الجنوبية كاملة السيادة.
كما جدد المحمدي، مطالب أبناء حضرموت للأشقاء في التحالف العربي، بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى، المتواجدة في وادي حضرموت، واستبدالها بقوات من النخبة الحضرمية، وقال - بحزم وحسم - إن الشعب الجنوبي لن يحيد عن أهدافه في تحرير الوادي، وطرد قوات المنطقة الأولى، وبناء دولته الفيدرالية المدنية المستقلة.
كما أكّد أن كل نجاح وكل إنجاز يحققه المجلس الانتقالي لشعب الجنوب، سيواجه بهجمة من أعداء القضية الجنوبية، لافتا إلى أن مؤامراتهم حين اصطدمت بصخرة الصمود الجنوبي في العاصمة عدن، كرسوا كل جهودهم المؤامراتية على حضرموت، ظنا منهم أنها الحلقة الأضعف في المشروع الجنوبي..
وفي هذا الإطار، أشار المحمدي إلى أن مؤامرات تفريخ المكونات ودغدغة عواطف البسطاء بالإدارة الذاتية، تهدف إلى سلخ حضرموت عن محيطها الجنوبي، وتفكيك مؤتمر حضرموت الجامع، الذي اتفق عليه أبناء المحافظة عامة، وخلخلة وحدة الصف الحضرمي، لكي يتسنى لهم ابتلاع حضرموت، وضمها إلى دويلتهم البديلة عن دولتهم التي تركوها للحوثي.
وخاطب المحمدي المتآمرين، قائلا: "نقولها لهم وبالفم المليان.. فاتكم القطار.. فأنتم اليوم تلعبون في الوقت بدل الضائع، وخارج ملعبكم.. فحضرموت بات لديها قوة عسكرية وأمنية، وفيها رجال قادرون على إخراجكم منها منكسي الرؤوس".
وأضاف: "نقول للمغرر بهم من أبناء جلدتنا، أن أهلكم عانوا الكثير من هذا الاحتلال الهمجي، ويحق لهم اليوم أن يقطفوا ثمار نضالهم وتضحياتهم، فلا تقفوا في طريقهم"، داعيا إياهم إلى العودة إلى رشدهم، والتخلي عن مصالحهم الأنانية الضيقة.
ولفت المحمدي إلى ان إحياء مناسبة ٧ يوليو الأسود، هدفه أن يتذكر الجنوبيون ما عانوه على يد الغزاة المنتصرين، الذين استباحوا أرض حضرموت وثرواتها واعتبروها غنيمة حرب، مشيرا إلى أنهم لا يزالون إلى اليوم يستبيحون الوادي ويسومون أبناءه سوء العذاب.
كما حذر من أنهم باتوا يتمادون ويتطلعون لإعادة سيطرتهم على الساحل، وعبر عن أسفه لتغاضي المسؤولين في السلطة المحلية لهذا الخطر، ظنا منهم أنهم سيدعمونهم في تعزيز مكانتهم وسلطتهم، أو نكاية في مسؤول حضرمي آخر يعتقدون أنه يحد من صلاحياتهم، بينما هم يفضلون إعطاء صلاحياتهم للغريب، عن تلقي النصائح والتوجيهات من قائد من أبناء جلدتهم.
وطمأن المحمدي أبناء حضرموت، أن المناضلين والشرفاء لن يصمتوا عن هذا العبث، ولن يسمحوا بعودة "العفافشة والأخونجية" إلى الساحل، داعيا إلى التكاتف ووحدة الصف لإفشال مؤامراتهم وقلب الطاولة على وجوههم.
رسائل المجلس الانتقالي في يوم الأرض لامست مطالب الشعب الجنوبي وتحديدا أبناء حضرموت، وحملت العديد من الدلالات، لعل أهمها أن الجنوب لن يرفع الراية البيضاء، وأنه شعبا وقيادة، سيواصل مسار استعادة الدولة حتى نهايته.
دلالة أخرى تجلت في أن القيادة الجنوبية متفطنة بشكل كامل للمؤامرات التي تُحاك ضد الجنوب، والتي تحمل صنوفا مختلفة سواء أمنيا وعسكريا أو سياسيا.
ولوحظت في فعاليات يوم الأرض، إتباع القيادة الجنوبية في حديثها لمواطنيها، لهجة حاسمة وحازمة، وهي لهجة تتكرر في الأوقات التي يكون فيها الجنوب عُرضة للاستهداف من قِبل قوى الشر والإرهاب، وفي ظل التهديدات الوجودية التي تلاحق الجنوب.