الضربة الأولى لحرب الخدمات
رأي المشهد العربي
فيما أنعشت توجيهات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي فيما يخص أزمة الكهرباء في العاصمة عدن، آمال الجنوبيين بوضع حد لنهاية هذه الأزمة، فقد مثّلت في الوقت نفسه الضربة الجنوبية الأولى لحرب الخدمات التي يتم شنها عمدا ضد الوطن.
فعلى مدار فترة ليست بالقصيرة، يعاني الجنوبيون من أعباء صُنعت بشكل متعمد، ضمن حرب الخدمات التي عانى منها المواطنون، وهذه الأعباء استهدفت وبشكل أساسي تأزيم الوضع المعيشي ضمن منظومة الحرب الشاملة التي تشنها قوى صنعاء.
الاجتماع الموسع الذي عقده الرئيس الزُبيدي، والتوجيهات التي أصدرها والتي تشمل توفير حلول عاجلة لحل أزمة الكهرباء وتضافر كل الجهود اللازمة لاستقرار الخدمة ورفع القدرة الإنتاجية لمنظومة توليد الطاقة وتوفير الاعتمادات المالية المطلوبة والاستفادة من كل الخبرات والإمكانيات وتذليل الصعوبات، أمرٌ يمثل خطوة جادة وقوية في إطار تصدي الجنوب لحرب الخدمات.
تحركات الجنوب في هذه المعركة، هي بمثابة حرب شاملة ضد قوى الشر والإرهاب التي تستهدف زعزعة ثقة الجنوبيين في أنفسهم وتعطيل مسارهم في النضال الوطني لتحرير الوطن وتحقيق حلم استعادة الدولة.
انخراط الجنوب في التصدي لحرب الخدمات أمرٌ لا يقل عن الحرب التي يخوضها الجنوب في سبيل مكافحة الإرهاب بمعناها المعروف والمباشر، والتي تتضمن جهودا عظيمة تبذلها القوات المسلحة الجنوبية.
حل أزمة الكهرباء في الجنوب سيكون الخطوة الأولى والأكثر أهمية في إطار حسم المواجهة ضد حرب الخدمات، لا سيّما أن قوى الاحتلال حاولت تعقيد هذا القطاع على وجه التحديد، باعتبار أنّ قطاع الكهرباء يعتبر الأكثر حيوية كما أنه مرتبط بغيره من القطاعات.
انغماس القيادة الجنوبية في التصدي لحرب الخدمات رسالة أيضا للشعب الجنوبي بأنها لن تلتزم الصمت إزاء المعاناة التي يعيشها المواطنون، وأن تحقيق الاستقرار المعيشي سيظل أولوية لدى المجلس الانتقالي.